من داعش السني الصلب إلى داعش الشيعي الناعم، الهدف واحد والنظرات مختلفة..!!
إب نيوز ٤ ربيع الأول
غيث العبيدي..!!
داعش السني يظهر في الاماكن الزراعية ذات الطابع الريفي والصحراوية المعادية للحياة، بين الحين والحين، بالرغم من كل محاولات البحث والرصد والاستطلاع عن خلاياه النائمة وقيادته ”الظرفية الدموية“ التي تدير حركاته، من قبل القوات الأمنية العراقية، واحيانا يخالطها فعاليات ونشاطات التشرينيين الناعمة في الجنوب، فكلاهما تميل لما تميل به الأخرى، بذات الوجه مع اختلاف المسميات والسلوكيات، وكلاهما يرى نفسه مصدرا للفضائل البطولية، وسعداء مغبوطين في جنات النعيم، بناءاً على وعود من أتمتهم ولقنهم، وجعلهم كنظام قادر على التغيير. إذا وبحسب المعطيات التي نراها ونشهدها ونسمع بها، كلاهما فرطت نشاطاته، وانخفضت حركاته، قياسا بما مضى، لكن تقنيات بقائهم على قيد الحياة والرياح التي تدفع بهم إلى التمرد موجودة، وتعلموا كيف يقضون فصول رقادهم، لوقوعهم تحت ظروف غير ملائمة، اسكنوا فيها الحركات والنشاطات والفعاليات إلى وقت آخر.
الخلطة السحرية التي وهجت داعش السني، وجعلته يتبنى أيديولوجية دموية عنيفة، من ”سنجار للانبار“ هي نفسها من إعادة توهج التشرينين الشيعة، وجعلتهم يتبنون أيديولوجيات مدنية بمسميات إنسانية ناعمة من ”بغداد للبصرة“ احتشدوا فيها على ”سردية الحقوق“ بالرغم من غرابة مواقفهم لمعالجة الهفوات السياسية في البلاد، فلا غرب بدون داعش، ولا جنوب بدون التشرينيين، ولا بغداد بدون كلاهما ” عراق ضد عراق، وعراق خائف من عراق“ هكذا تريد السفارتين الأمريكية المعلومة، والإسرائيليية الافتراضية، وهكذا يريد الحزب الشيوعي وقادة البعث ”وأخرى“
الحكومات العراقية المتعاقبة حادت عن الواقع، وتوهمت وظنت بأنها دحرت الإرهاب الصلب في غرب العراق، والإرهاب الناعم في وسط وجنوب العراق، وأنها سوف تحقق الرفاهية والرخاء والاستقرار، من خلال فسحة الهدوء الذي تشهده البلاد حاليا، وكل ما هنالك أن الأمور اخذت مناحي أخرى جديدة بعض الشئ ” السلطوية السياسية، والنماذج المدنية الاجتماعية“ لكيلهما هي من قادتهم إلى الالتزام المؤقت، فلا يستطيع أحد أن يحكم عليهم لمجرد أنهم تركوا النشاط ولزموا الهدوء، فكلاهما لا يقدس النظام السياسي بشكله وطبيعته الحاليه، وكلاهما لا يعترف بأن القانون فوق الجميع، وأن المفهوم الذي تعلموه وعلموه لغيرهم، أن لا أسباب مقنعة بوجود النظام السياسي الحالي بدونهم.
وبكيف الله.