وَاللَهِ لَن يَصِلوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم.
إب نيوز ٦ ربيع الأول
عدنان عبدالله الجنيد.
الحمد لله القائل( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْـمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْـمَصِيرُ )، التوبة- آية (73).
في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم ، التاريخ يعيد نفسة في ركيزتين أساسيتين:
الركيزة الأولى: عندما بدأ النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم)في نشر الإسلام في مكة ، ودعوة الوفود القادمة إلى مكة إلى التوحيد والإسلام……، لم تسكت قريش عن ذلك ،فأخذوا يواجهون النبي ويحاربونه بأساليب مختلفة منها التكذيب ، والسحر وصولاً إلى المساومة والاغراء ، وذهبت قريش إلى عمه أبى طالب معرضةً عليه المال والشرف والملك لمحمد (صلوات الله عليه وآله وسلم) عليهم ، مقابل التراجع عن الدين الذي جاء به والتنازل عن الحق الذي آتى به، فعرض أبى طالب طلب قريش على النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم)، فرد قائلاً ( ياعماه، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته)، فرد أبى طالب عليهم قائلاً ( ماأعظم محمدَ تعرض عليه الدنيا فيأبى).
واليوم التاريخ يعيد نفسه عندما وقف الشعب اليمني الموقف الإيماني الثابت والمبدئي قيادة ومجاهدين في مناصرة الشعب الفلسطيني ، وذلك في التغييرات الجذرية في إغلاق باب المندب ، وإعادة البحر الأحمر إلى الحاضنة العربية، ومنع مرور سفن ثلاثي الشر المرور في البحار والمحيطات حتى يتم رفع الحصار على غزة ، وتغيير جذري في معادلة الردع وهو استهداف السفن والبوارج وحاملات الطائرات والمواقع الحيوية لدول قوى الاستكبار العالمي المتمثلة باللوبي اليهودي الصهيوني بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطيران المسير وصواريخ فرق طوتي ، وتكبدت خسائر اقتصادية باهضة وشلل في موانئهم وفشلهم في ايقاف العمليات ، أتت دول قوى الاستكبار العالمي محاولة المساومة والأغراء لقائد الثورة (يحفظه الله)، بأنها سوف ينهي الحصار والحرب على اليمن ، وستدفع الرواتب مقابل عدم استهداف السفن والتنحي عن نصرة الشعب الفلسطيني ، فرد قائد الثورة (يحفظه الله) عليهم قائلاً ( لن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً ، مادام فينا عرقً ينبض ، مادام فينا وجود للحياة ، لأننامع حياتنا نحمل الإيمان بالله تعالى)، ما أعظم قائد الثورة وهو يجسد القيادة الربانية والنور الإلهي في نصرة الشعب الفلسطيني.
الركيزة الثانية : عندما رفض النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم )، المساومة والمداهنة(( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )، أشتد أذى المشركين ، ووقف أمامهم عم النبي أبى طالب قائلاً (وَاللَهِ لَن يَصِلوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم
حَتّى أُوَسَّدَ في التُرابِ دَفينا…..) ، وعليه تم محاصرة الرسول (صلوات الله عليه وآله وسلم )، ومن معه في شعب بني هاشم لمدة ثلاث سنوات .
واليوم التاريخ يعيد نفسه عندما وقف شعب الإيمان والحكمة قيادة ومجاهدين في مناهضة المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي ، وذلك بمشروع قرآني ثوري نهضوي تحرري يقوده اليسد القائد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) معتمداً على الله في تأصيل الهوية الإيمانية بالعودة إلى مصدرها الحقيقي وهو القرآن الكريم والرسول محمد (صلوات الله عليه وآله وسلم) ، وذلك لأن القرآن والرسول هم الحل الوحيد لتوحيد الأمة ومواجهة الطغيان ، وعليه آتت دول قوى الاستكبار العالمي لتفرض حصار بثلاثة اضعاف من حصار النبي في شعب بني هاشم ، وحرباً لمدة تسع سنوات ومازال .
ماأعظم شعب الإيمان والحكمة اليوم ، وهو يجسد قول أبى طالب ( والله لن يصلوا اليك بجمعهم)احتشاداً وأعداداً في كل الساحات والميادين محتفلاً ومدافعاً عن رسول الله (صلوات الله عليه وآله وسلم).
وليس غريباً على شعب الإيمان والحكمة الدفاع عن رسول الله ( صلوات الله عليه وآله وسلم)، فهم أحفاد الأنصار وأبطال الفتوحات وحاملين الرايات .
وفي ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم ،نقول لدول قوى الاستكبار العالمي ، أن أكبر قربان نتقرب به إلى الله قيادةً وشعبً ومجاهدين هو خدمة هذه الأمة في حريتها واستقلالها ، ونصرة المحرومين والمستضعفين في العالم.