قصيدة (ذكرى النبوة)

قصيدة (ذكرى النبوة)

إب نيوز ١١ ربيع الأول

بُشرى النبوة أقبلت ذكراها

بِشذا النبي فأكرموا مثواها

والكون يرقب أيُّ أرضٍ يا تُرى

سيُشِعّ فجر محمدٍ برباها؟

قالت دعوني إنني مأمورةٌ

واليُمن في يمَن الهدى ناداها

يا نور طه انزل ففي أرواحنا

لَنُولينّك قبلةً ترضاها

يمن الإبا في يوم مولدك احتفت

وتسندست لك أرضُها وسماها

نأتي نُجدّد كلَّ عامٍ بيعةً

للمصطفى ومواثقاً نرعاها

نأتي ونعلم أن ربك قال في

من ناصروك وحسبنا بك جاها

إن الذين يبايعونك إنما

– لو يعلمون – يبايعون الله

بثقافةٍ منك استقينا نورَها

ومواقفٍ منك استمدّيناها

وقيادةٍ منك اصطفاها ربنا

وبنا تسير على خُطاك خُطاها

ياسيدي أهديتَ (كعبًا) بُردةً

ما زال مُتّشحًا بنور سناها

واليوم ذي (يمَنُ الكرامة) ما اكتفت

بهواك شعرًا بل بفيض دِماها

بك صار عِز المؤمنين إزارها

ومهابةُ الحق المنيع رِداها

مولاي عذراً إن أتتك قصائدي

ومن الحياء اغرورقت عيناها

أنا لم أقل (بانت سعاد) وإنما

بانت سعادة أمتي وهناها

فسعاد قد عادت وقد عاد الغوى

بسعاد ، وابن سعود مَن أغواها

كانت (غضيض الطرف) والترفيه من

ثوب الكرامة والحيا عرَّاها

وتَأمْركَت سلمى فغنّت نَجدُها:

وهاً (إيفانكا) ثم واهاً واها

هي أمّة البترول، وهي إليه با

سطةٌ بكفّيها ليبلُغَ فاها

لكنها قد حكّمَت برقابها

سيف اليهود وبايعت أشقاها

قرأت خطاب الله في قرآنه

وكأنما المقصود منه سواها

عن طُهر يوسفَ يلتهون بفهم كيــ

ـف تراود امرأة العزيز فتاها

أين الدواعش عن فلسطين اختفت

لمَ ضد إسرائيل ليس نراها

لمَ لمْ يروا كفر اليهود كبدعةٍ

سُلّت بها للمسلمين مُداها

وبسُنّة المسواك يُحصَر أحمدٌ

وكأنه لم يُعطِنا إلاها

جرثومة المستوطنين أضرّ مِن

جرثومةٍ تستوطن الأفواها

وكما السِواكُ مُطهّرٌ أفواهنا

بِسِواكِ (حاطمَ) طهّروا أقصاها

تتصنّع الدمعَ الكذوبَ فمن تلا

(اعتزلوا النساءَ) بكى لها أوّاها

لم تقتبس مِن (جاهد الكفار) أو

(واغلظ عليهم) نورها وهُداها

اغلظ عليهم كي تعيش الناس في

سلمٍ حقيقيٍّ يسود ثراها

كيلا تُمزّق بالجنازر مُرضِعٌ

ويجفَّ في عين الرضيع نداها

والله لو غلُظَت عليهم أمتي

ما كان يوماً يستباح حِماها

والله لو غلظت على صهيون لم

تبق الإبادةُ ليلةً وضحاها

واغلظ على من نافقوا فبِهم علا

هُبَلٌ وعزّ بنجدهم عُزّاها

إن سطّر الشعراء مدحَك سيدي

بجمال عينيك البديعِ سناها

فأنا أرى فيها الجمال بحَملِها

همَّ العباد فما التقى جفناها

وجمال نُدبةِ جرحِ خدّك سيدي

عجزت أقاصي الفكر عن أدناها

هي رغم أنّا لم نزل نضنى بها

ألمًا لأقدس هامةٍ أدماها

لكنّها تروي قتال المصطفى

كي يسعدَ الدنيا يدكّ عِداها

هي ندبةٌ تروي من الأوصاف ما

لم يُروَ أو قلم الهوى أخفاها

هي حجّةٌ لله، وهي خريطةٌ

تهدي الشعوب لمجدها وعلاها

اليومَ غزةُ خدُّ طه قد قضت

عاماً تسيل دماً جُعلتُ فداها

فلْتَعمَ أعيننا إذا لم تكتحلْ

مثلَ النبيّ غبارَها وحصاها

فعلُوّ قدرِ محمدٍ وسمُوّه

بسمو همّة نفسه وعلاها

ورُقِيُّه أعلى المراتب في الورى

بِرُقِيّ روح عزيمةٍ وفّاها

ألِغيرِهِ قيلت (لعلّك باخعٌ)

مِن فرط هِمّته وبُعدِ مداها

من أجل عِرضٍ واحدٍ نفر النبي

لقينقاع محاربًا ونفاها

لو كان ساسة عصرنا في عصره

لرأوا رؤاه تهوّراً حاشاها

ولأقبلت نُخَبٌ وأحزابٌ تشير

عليه -عكس الوحي- أن ينساها

أتُلام أمته إذا ابتهجت إلى

الرحمن بالفضل الذي أولاها

غرقَت شعوب الأرض في أعيادها

وجميعها برموزها تتباهى

فالبعض يصطنعون أعياداً لهم

لا مجد أجراها ولا أرساها

بعضٌ بعِيد (جلالة الجد) ازدهى

بعضٌ بـ(سروال المؤسس) تاها

هذا بعيد تَخرُّج ابنته احتفى

أو تلك عيد زفافها وافاها

(هلوين)، عيدالحب، عيد الوعل، أو

عيد الكلاب ومهرجان عِواها

وكعيدِ ضرب الجار عيد طماطمٍ

كم من تفاهات تلقّفناها

لِمَ ضاقت الدنيا بعيد محمدٍ

وهو الذي وهب الدُّنا معناها

لِمَ ظُلمة الحكّام تخشى شمسه

وبكل جهدٍ تبتغي إطفاها

لِمَ كل مَن عن نصر غزةَ أُخرسوا

سلّت على ذكرى النبيْ فتواها

لِمَ أنّ مَن قتلوا ضمائر أمتي

يخشون ميلاد الذي أحياها

هذا لأن محمداً خصم الطغاة

به سنُلصق أنفها بثراها

هذا لأن ولاءنا لمحمدٍ

زكّى النفوسَ وخاب من دساها

ولأننا حين اقتفينا خطوَه

لم يبقَ فيهم قوةٌ نخشاها

أنعيده في غار ثور محاصراً

والنائبات تناوشته يداها

مولاي لاتحزن بيوم الغار فالـْـ

أنصار هامت في هواك رؤاها

وتبوّأت شوقاً لنصرك دارَها

وتبوّأت إيمانها وهُداها

الحب أعمى غير حب المصطفى

فهو المزيح عن القلوب عماها

وأحَطُّ مِن كلِّ الخلائق مَن إذا

فُتحت له سُبُل الإباء أباها

أيكون فعلاً مؤمناً بالمصطفى

من تصرخ الثكلى وما لبّاها

إن جاع جارك إذ شبعت فأنت لم

تؤمن بطه قال ذلك طه

رباه كيف بأمةٍ قد أُخرسَت

ورمال غزة نصفها أشلاها

ما عذر مليارين يوم لقائه

أنقول قِلّتها وفقر ثراها

الحل لاستنقاذنا من ذُلّنا

روح الجهاد ولا حلول سواها

هذا أبوجبريل مع يمن الهدى

داوى غليل صدورنا وشفاها

ثقةً بوعد الله أطلق حربه

ولو المسافةُ تنطوي لطواها

سمعَتـْه غزةُ وهي قائمة، ورغم

جراحها ضحكت فبشرناها

لنسعّرنّ لظىً بإسرائيلهم

لوّاحةً نزّاعةً لشواها

حرباً قضينا العمر في شوقٍ لها

متلهّفين متى يكون لِقاها

في كل ليلٍ قائلين لعلّها

وبكل صبحٍ قائلين عساها

نحن الرواسي لا تُهَزّ جذورها

نحن الشواهق لا تُطال ذُراها

نحن الرجوم على الشياطين التي

استرقت من الأم ابنها وأباها

نطوي المدى عزماً وإنّ بشعبنا

همماً يفوق مدى السلاح مداها

وزوارق الأنصار إن هي أبحرَت

فالبارجات بأسرها أسراها

وعلى بوارجهم كتبنا باللظى

(أنتم أشد أم السماءُ بناها)

فلتستمع منا اليهود خلاصةً

هي وعد رب الكون وهو قضاها

كمحمدٍ سنخوض حربَ زوالكم

وعلى صياصيكم تدور رحاها

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

الشاعر المبدع

عبدالسلام المتميز

You might also like