من بلد الأنصار إلى أرض المسرى
إب نيوز ١٥ ربيع الأول
بقلم/ إحترام عفيف المُشرّف
رسائل نارية عاجلة تنطلق من اليمن إلى عمق الكيان المؤقت لتخترق القبة الحديدة والدفاع الجوى الإسرائيلي، وتحطم أسطورة الكيان كما حطمت أسطورة الأسطول الأمريكي.
اليمن يطلق صاروخ فرط صوتى 2 يصل إلى عمق الكيان في رسالة ثانية بعد طائرة يافا تعزيزا للصمود ووضع معادلة جديدة لتوازن الردع والقادم أعظم.
واليمن بهذا يرسل إشعار للكيان الصهيونى أنه لن يبقى آمنا ما دامت غزة غير آمنة ومنذ أن بدأ طوفان الأقصى المبارك والذي انطلقت حممه ونالت وستنال من المحتل الغاصب ومن الظالمين المناصرين لهم، واليمن أعلن المساندة وخوض المعركة معهم وإلى جانب دول المحور.
وهاهو اليمن في مرحلته الخامسة وله في كل مرحلة ما يناسبها من الجهوزية والاستعداد، ورغم ما نشهده من مجازر في غزة يندى لها جبين البشرية في محاولة من بني صهيون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطينى؛ إلا أن ما أحدثه طوفان الأقصى في محوره بشكل عام ومن اليمن بشكل خاص يعد زعزعة حقيقة للمحتل من عدة جوانب.
منها : تحطيم هيبة الردع الصهيوني وفرض معادلة جديدة لايمتلك فيها العدو التحكم والذي لم يعد له خيار إلا وقف العدوان على غزة، وإلا فأن الأمور بالنسبة إليه ستأول إلى الأسوء خصوصا بعد اسقاط قبته المزعومة واحداث الهزيمة النفسية في شعبه، وها نحن نشاهد ماهو معروف منذ الأزل عن اليهود من الخوف
والهلع، وقد زادتهم ضربات اليمن خوفاً على خوفهم وهو ماسيسيطر عليهم من الآن وصاعداً.
أيضاً نجح الطوفان في نسف نظرية أن أمن إسرائيل لايُخترق، فقد خرقه اليمن ومزقه، كذلك فقد أعاد للشعوب العربية الإطمئنان بأنه من الممكن ضرب إسرائيل وهزيمتها،وتحطيم هيبتها، وفرض معادلة جديدة يتحكم فيها شباب غزة المقاوم ومن يساندهم بزمام الأمور والذي يزداد قوة بطريقة لم يكن يتوقعها المحتل وبذلك فقد أعاد انتباه الأمة نحو عدوها الحقيقي بعد سنين من محاولة العدو الصهيوني إلى جانب ثلة من العرب المتصهين في خلق أعداء آخرين وتفجير النعرات المذهبية والطائفية بُغية الانشغال بهم وحماية العدو الحقيقي وهو إسرائيل.
ضربات اليمن أعادت للشعوب العربية والإسلامية قضية القدس واحياها فيهم من جديد، وإخراجهم من حالة التدجين التي أرادتها لهم أنظمتهم المدجنة تلقائيا والتي لهثت إلى التطبيع وإقامة العلاقات الدبلوماسية، فقد أتت ضربات اليمن لتزأر في وجوه المتصهينين العرب وتقول لهم حتى وإن بعتم القضية وتخليتم عنها فنحن هنا وسنحمي ما عجزتم عن حمايته ونضرب من خفتم حتى من استنكار جرائمه.
وللأقصى نقول لن تكون وحدك وستظل غزة صامدة حامية للقدس ولن يستطيع العدو فصل غزة عن القدس ولا فصل القدس عن كل فلسطين، ومع كل ما يرتكبه العدو في غزة الآن طوفان الأقصى مازال منتصرا عليهم وأثبت أن فلسطين هي القضية والقدس هو الهدف، وإسرائيل هي العدو.
ونحن هنا نتكلم عن الجانب الممتلئ من الكأس لنتفاءل بأن الآتي خير، برغم ذبحة القلب وتصدع الروح لما يحدث لكل ما هو حي في غزة والقتل الهستيري في ضل مباركة من الشيطان الأكبر وفرنسا وبريطانيا ومن في فلكهم .
إنّ طوفان الأقصى معركة أمّة كاملة وليستْ معركة غزَّة وحدها، وعلى الجميع تحمل المسؤولية وإن جندنا لهم الغالبون.
#اتحاد كاتبات اليمن