المقاومة اللبنانية تدك الكيان: حيفا تحت النار والإسرائيليون يترقبون الهجرة الجماعية
إب نيوز ١٩ ربيع الأول
مع ساعات الفجر الأولى، استيقظت إسرائيل على وقع صواريخ المقاومة اللبنانية، التي طالت عمقً استراتيجيا جديدا في المواجهة الممتدة بين حزب الله والكيان الصهيوني.
ففي لحظة غفلة ظن الاحتلال أن يد المقاومة قد ضعفت أو تراخت، جاء الرد القوي من الجنوب اللبناني ليعيد الأمور إلى نصابها.
أربع موجات من القصف المركّز، امتدت من خط الحدود وصولا إلى حيفا، ضاربة العمق الإسرائيلي حتى 60 كيلومترا، معلنة عن بداية مرحلة جديدة من الصراع.
ما كانت إسرائيل تظنه مجرد مناوشات، تحول إلى كابوس يعصف بآمال نتنياهو وحكومته
نتنياهو، الذي كان يخطط لإعادة مائة ألف من النازحين الى مناطق الشمال يجد نفسه اليوم امام كابوس اخطر.
قرابة 300 الف نسمة من سكان حيفا وعكا ونهاريا مجبرون على النزوح وهم الان تحت رحمة صواريخ حزب الله وباتوا مهددين بالنزوح خصوصا اذا استمرت وتيرة القصف الحالية خلال الساعات القادمة
لقد أظهرت المقاومة اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله، أنها أكثر استعدادا وجاهزية مما كان يتوقعه العدو.
وبينما كان الإعلام الصهيوني والغربي وايضا العربي المطبع والمتخاذل يبثان الإحباط ويروجان لأوهام “ضعف المقاومة”، جاءت الحقيقة لتكشف عكس ذلك تماما
حزب الله اليوم لا يتعامل مع العدو بأساليب تقليدية، بل يُظهر نضجا عسكريا وتخطيطا محكما يستند إلى تفوق تكنولوجي ومعلوماتي.
الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل بحق قيادات المقاومة، مثل الشهيد عقيل ورفاقه، لم تُضعف الحزب، بل ألهبت حماس الجيل الجديد من المقاومين.
هذا الجيل الشاب، المتسلح بالتكنولوجيا والعزيمة، يقدم اليوم نموذجا جديدا في المواجهة مع العدو؛ نموذج لا يخشى المخاطرة ولا يتردد في الرد
هؤلاء الشباب أكثر تصميما على الانتقام وأكثر واقعية في التعاطي مع ميدان المعركة. ما تخبئه المقاومة اليوم يتجاوز ما يمكن أن يتصوره قادة الاحتلال.
الرد القوي الذي شهدناه اليوم قد يكون البداية فقط. حزب الله لم يكشف كل أوراقه بعد، وما زال يملك العديد من المفاجآت التي ستقلب موازين القوة في أي لحظة.
الكيان الصهيوني الذي اعتاد التباهي بتفوقه العسكري، يجد نفسه اليوم في موقف دفاعي بحت، مترقبا ردود أفعال لم يعد يتحكم بها.
في ظل هذا المشهد، من الواضح أن المقاومة اللبنانية استعادت زمام المبادرة، وأن إسرائيل ستعيش تحت ضغط لم تعرفه منذ عقود خصوصا اذا ارتفعت وتيرة التصعيد وتكفلت المقاومة العراقية بدك ايلات واليمن بدك تل ابيب فالأيام القادمة تحمل في طياتها مفاجآت أكبر، وما يبدو اليوم كضربة قوية قد يتحول إلى زلزال يغير خارطة المواجهة تماما
إن صمود المقاومة وإصرارها على تأديب العدو الصهيوني يعكسان حقيقة واحدة: أن زمن الهيمنة الإسرائيلية قد ولى، وأن معادلة الردع لم تعد حكرا على الاحتلال، بل أصبحت بيد أبطال المقاومة.
*كامل المعمري
صحفي متخصص في الشأن العسكري