من التالي .!!

إب نيوز ٢٦ ربيع الأول

#من_التالي..

ها نحن ذا نتساقط كأمة عربية وإسلامية واحدا تلو الآخر، نتهاوى بصورة مخيفة ومخيبة للامال، الطائفية أتت على كل شيئ، فتت نسيجنا الموحد، اضرمت نيرانها المستعرة في كافة الجسد المثخن بالصراعات الداخلية البغيضة.

اليوم يتخطف الأعـ.داء قياديا شيـ..عيا وسط ذهول الجميع، وفي الغد لا محالة آخرا سنيا، وبتنا على حافة الطريق المؤدي للهلاك. الهلاك الذي سيجرفنا جميعا كشعوب وقادة وبلدان إلى قعر الهاوية. ثمة حالة من التيه والانسلاخ والتشظي والتراكم الموغل بالعدائية خلقت هذا الركام الهش والوجود المترهل والغير متجانس وكذا الانهزامية المفرطة. الشعوب ميتة من الداخل، فواتير الاحتراب الداخلي في جغرافيا العروبة كانت باهظة ومكلفة وبلا عزاءات تذكر.

الحقيقة أننا أصبحنا جميعا بلا إستثناءات لقمة سائغة سهلة البلع في أفواه الاوغاد، ننتظر القادم وفق حسابات ضيقة للغاية، نخطو نحو المجهول بسذاجة مطلقة، وندرك فعليا، ويا للأسف، أننا الفريسة القادمة، إذ يبدو أن المنطقة دخلت فعليا في مرحلة جديدة من الصـ…راع العـ..ربي الإسـ….راويــلي ولن تتوقف حتى تصل إلى غاياتها المنشودة وأهدافها التاريخية المؤجلة.

لا مرثيات يمكن أن تدون في مقام الراحلين بلا ميعاد، فنحن أضرحة صدئة تكابر من أجل الصمود في وجه الريح والانواء، نحن حطام وصدى وضحايا التحولات العربية البائسة نحتاج لرثاء مديد وتشييع خالد.

فقط يبقى سؤال ربما لا يليق بارهاصات هذه الليلة الممجوحة بتداعيات الرحيل المباغت، ذلك السؤال اليتيم هو من التالي ..؟؟!!

#نشوان_النظاري