السابع من أكتوبر
السابع من أكتوبر
إب نيوز ٦ ربيع الثاني
محمد صالح حاتم.
سيظل يوم السابع من اكتوبر 2023م يوما خالدا في سجلات الإيام الخالدة للامة العربية والاسلامية، والتي تسجل في ذاكرة التاريخ، لأن هذا اليوم غير نظريات، وقواعد، وقوانين، واسقط جيوش، وكشف حقائق كانت غائبة طيلة عقود من الزمن.
ماحدث يوم السابع من اكتوبر، لايمكن أن تمحيه الإيام، أو تطمسه السنين، أو تنساه الأجيال؛ بل سيكون ذكرى خالدة في ذاكرة الاجيال. في هذا يوم تم اسقاط اكذوبة « أرض الميعاد» والتي روجت لها الصهيونية أن فلسطين هي أرض الميعاد لليهود، فجاء الرئيس الامريكي بعد عملية السابع من اكتوبر ليقول:« لو لم تكن اسرائيل موجودة لأوجدناها».. وهذا يبطل مقولتهم المزعومة تلك..
كذلك أن عملية السابع من اكتوبر اثبتت هشاشة الجيش الذي لايقهر «جيش الكيان الاسرائيلي» وهو الجيش الأكثر عدة وعتادا، ولكن ماقام به ابطال معركة طوفان الاقصى من تضحية وشجاعة واستبسال نسف كلما يمتلكه جيش الكيان الاسرائيلي، من قوة ومن معلومات استخباراتية، وما يمتلكة من تكنولوجيا معلومات وغيرها.
لقد غيرت معركة طوفان الاقصى مجريات الاحداث، وغيرت قواعد المنطقة،وموازين القوى، وغيرت المفاهيم والمصطلحات، فمن كانت تسميهم امريكا والكيان الاسرائيلي ارهابيين، بعد معركة طوفان الاقصى عرف العالم من الارهابيين، ومن يقود الارهاب عندما شاهدوا المجازر والجرائم التي يرتكبها جيش العدو الاسرائيلي بحق ابناء غزة..
ومن بركات يوم السابع من اكتوبر خروج ملايين المتظاهرين في امريكا و معظم الدول الاوربية تطالب بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بل وخروج مظاهرات ومسيرات واحتجاحات طلابية في الجامعات الامريكية تندد وتستنكر جرائم اسرائيل بحق ابناء غزة، وتطالب امريكا بوقف دعمها للكيان الغاصب بالسلاح والمال.
ولأول مرة تتهم اسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية،وتتهم من قبل محكمة الجنايات الدولية، وتصدر احكام ضد قيادة صهيونية كما أن يوم السابع من اكتوبر وما لحقه من تغييرات في السياسات الدولية كان له آثر في قيام خمس دول اوربية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنها اسبانيا والنرويج…
كذلك كان لمعركة طوفان الاقصى الفضل في كشف حقيقة الشعوب العربية والاسلامية التي كانت تتغنى بالقضية الفلسطينية ولكن مع بدء معركة طوفان الاقصى الكل تبراء من فلسطين وقضيته العادلة، وهذا ما شاهدناه مع الشعوب العربية، والتي تحولت لداعمه ومساندة للكيان الصهيوني، ولم يتفرد إلا الموقف اليمني،مع دول محور المقاومة،ويبقى الموقف اليمني هو الابرز والاكثر تأثيرا على الكيان الاسرائيلي،حيث اعلن اليمن وقوفه ومساندته لابناء غزة، بل وشارك في الدفاع عنها ودخل معركة اليوم الموعود والجهاد المقدس،وقصف يافا وام الرشراش،ومدن عربية محتلة اخرى، واغلق مضيق باب المندب والبحر الاحمر تجاه السفن المتجهة نحو الكيان الاسرائيلي، وكذلك السفن التابعة للدول الداعمة له.. فهذا اليوم التاريخي اكد بما لا يدع مجالاً للشك حتمية زوال الكيان الاسرائيلي، وأن نهايته قريبة، وإن كل جرائمة بحق ابناء فلسطين ستسرع في زواله، وإن تحرير الاقصى الشريف قادم لا محالة