في ذكرى الطوفان
إب نيوز ٨ ربيع الثاني
اكرام المحاقري –
حزب الله الذي تم إغتيال أمينه العام، وأهم قياداته العسكرية، وتم قصف حاضنته الشعبية بشكل متوحش، ورغم حشد أهم الفرق العسكرية على حدود لبنان، لم تستطع القوات الإسرائيلية المدججة بأقوى أسلحة العالم أن تتقدم خطوة واحدة داخل لبنان، ولم تستطيع حكومته المجرمة الفاشلة أن توقف وابل الصواريخ التي تنهال على مستوطنات الشمال وصولا إلى ما بعد بعد حيفا، والتي أدت إلى نزوح مئات الآف الصهاينة إلى وسط الكيان الغاصب، خسائر إقتصادية بالمليارات، وسقوط ويأس إسرائيلي غير مسبوق.
أما قطاع غزة بمساحة 365 كيلو مترا مربع، و365 يوما من القتل والتدمير والخذلان والخيانات، فما يزال شوكة في حلوق الصهاينة، والإستنزاف والعجز الإسرائيلي مستمر، ولعل هذا ما شجع انتفاضة الضفة التي رفضت أن تستمر في الصمت، والعمليات والأحداث في تصاعد رغم تواطؤ سلطة عباس التي بدأت تحاول أن تكبت التحرك الشعبي في وجه الاحتلال.
جبهات الإسناد من جهة أخرى تزداد قوة وتأثيرا، والعمليات اليمنية والعراقية والسورية والإيرانية في تصاعد، دفع الكثير من المحللين إلى توقع أن تتوسع هذه المعركة لتتحول إلى حرب أقليمية قد تصل في نهايتها إلى زوال كل قوى الاحتلال وعملائهم في المنطقة.
هذا ما دفع عدد من المسئولين الصهاينة للعودة إلى هرطقاتهم القديمة، فرأيناهم يعودون للتحدث عن حلم إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل! وهذا إنما يدل على المٱزق الوجودي الذي يعيشه الكيان، وشعور الصهاينة بأنهم يعيشون على صفيح من نار أسمه فلسطين، ولولا حظر سفر الصهاينة للخارج لكانت الأرقام صدمت كل من يقف خلف كيان الاحتلال.
الصهاينة بما يفعلون إنما يثبتون أنهم شعب لقيط، ولهذا فحربهم لا شرف فيها، وهم لم يصمدوا أمام تأثيرات عملية طوفان الأقصى وما أنتجته في عام واحد من أحداث، وأهم نتائج هذه العملية تمثلت في ترسيخ قاعدة تاريخية ثابتة ألا وهي أن الإحتلال مهما طال وأستطال لابد له من أن يرحل ويزول، وطوفان الأقصى رغم كل ما حدث ويحدث يمثل نقطة بداية للعد العكسي المتسارع في عمر الاحتلال، والنصر قاب قوسين أو أدنى.. وإن غدا لناضره قريب.