في سياق التحولات في الشرق الأوسط ”النموذج الحديث للإمبراطورية الشيعية الحية“..!!

في سياق التحولات في الشرق الأوسط ”النموذج الحديث للإمبراطورية الشيعية الحية“..!!

إب نيوز ١٢ ربيع الثاني

غيث العبيدي…!!

من حيث طبيعة الحكم، والمواقف والحالات، ورضا الاعم الأغلب من شعوب المنطقة، والمكافئة في القوة الملحوظة بين الجهات الفاعلة في العالم، والخطط الاستراتيجية والتكتيكية الواقعة في نطاق دائرة الاسلام العامة، والتعويض عن النقص في الجهات الإسلامية الأخرى ”الغير حية“ وتنوع مصادر الاستراتيجيات، وتكاملها وتناغمها بين الاستراتيجيات الدينية والعسكرية، بالرغم من اختلاف طرق تنفيذها، وامتلاك دوافع الاستمرار بها، والنظرة الموحدة لقدسية القضية الفلسطينية، وعدم الاستكانة لكل من يخالف وديعة الاسلام وأمانته ”القدس الشريف“ وعدم الانصراف عنها بأي شكل من الأشكال.

ووفقا لكل ما تقدم أعلاه يمكننا القول إن نسق الأفكار ومحددات السلوكيات السياسية والاجتماعية والعسكرية لدول محور المقاومة، تعمل على استكمال المشروع ”الإسلامي المحمدي الأصيل“ وانتشال للمسلمين من الاغتراب الحضاري الغربي، من خلال الصراع الحاصل حاليا في الشرق الأوسط بين ”النموذج الاسلامي الشيعي الحي“ والمرتبطين به، وبين ”الصهيونية واحتشاداتها الغربية“ ودور عماء الدين الشيعة في تشكيل ”الإمبراطورية الشيعية المعاصرة“ قبالة إمبراطورية الأكاذيب الغربية، كأحد أهم أركان النظام العالمي الجديد.

▪️ المعطيات الواقعية في تشكيل الإمبراطورية الشيعية المعاصرة.

🔸 الركن الإيراني.

قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على بناء وتحديث قدراتها العسكرية،الهجومية والدفاعية، وأمكانية تغيير عقيدتها العسكرية للعقيدة النووية، ونقل المواجهات للمجال المعلوماتي، والشراكة المتنامية بينها وبين دول محور المقاومة ذات العقيدة الواحدة من جانب، وبينها وبين روسيا والصين وبعض الدول المؤثرة من جانب آخر، وتأثيراتها الإقليمية البالغة الأهمية وهرمها القيادي الفذ ومرتكزاتها القيادية الجيلية يؤكد هذا الاتجاه.

🔸الركن اليمني.

الثبات والقوة والامكانيات والقدرات التشغيلية للأسلحة الدقيقة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، والسيطرة المطلقه على البحر الاحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، بحيث لايستطيع احد الدخول إليهم أو الخروج منهم إلا بأمر أنصار الله الحوثيين، والتفاف الشعب اليمني حول قيادة موحدة وحكيمة، ولديها القدرة على تحريك العالم برمته من جانب، وارتباطاتها الدينية والسياسية والاجتماعية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وباقي دول المحور من جانب آخر، مضافا لها ذهاب كل من روسيا والصين باتجاه عقد الاتفاقيات، وفتح نوافذ نقاشية مع الحوثيين، حول الأمن في خليج عدن والبحر الأحمر، يؤكد هذا الاتجاه.

🔸 الركن العراقي.

مثلما يمتلك اليمنيين تلك القدرات، لدى العراقيين قدرات عسكرية واجتماعية وجيوـ سياسية وأرتباطات إقليمية على مستوى دول محور المقاومة، تماثلها وبنفس مستواها، وبأمكان العراقيين، تغيير المعادلات الاقتصادية العالمية رأسا على عقب، من خلال تلويح قادة فصائل المقاومة ”بحرب الطاقة“ والتى ستجعل الغرب يفقد الريادة، يؤكد هذا الاتجاه.

🔸 الركن اللبناني.

حزب الله بقاعدته الشعبية، واسلحتة المتطورة، وقياداته وقواته وتدريباته التي تتشابه إلى حد كبير بالقيادات الإيرانية، ومديات أسلحته ودقتها، وخارطة الانفاق التي يمتلكها، وافاقه واختراقاته الاستخبارية لأهم منظومة رادارات في العالم، وجبهتة الملاصقة للكيان الصهيوني، التي شكلت تهديد خطير للغرب بأكمله، فلا أحد يجرؤ على الدخول والخروج من لبنان والكيان الا بأمره، يؤكد أيضا هذا الاتجاه.

🔸 الركن السوري.

سوريا مرتبطة عضويا بكل من إيران وفلسطين ولبنان، ويؤدي كل منها الى الاخر، ولها من الأهمية مثلما لباقي اركان المقاومة، فمنها بدأت ومنها تطورت، ولسوريا وإيران مميزات قد لا تتواجد في باقي جبهات دول محور المقاومة، وهي تطابق الرؤى السياسية والعسكرية معا، لذلك تعتبر سوريا نواة صلبة، تستند عليها كل أركان المقاومة، وهذا ايضا يؤكد هذا الاتجاه.

إذا اليوم وفي مثل هكذا ظروف، الأمة الإسلامية بحاجة ماسة لأن تفرز التجسيدات الحقيقية للقيم الإسلامية النبيلة، بشكل واقعي بعيدا عن كل التفاصيل الصغيرة، ولا يمكن أن يحصل هذا إلا بأمبراطورية ”الاحوط وجوبا“ الذي سخر منها العالم كثيرا، لتصبح هي المحرك الأول له.

وبكيف الله.

You might also like