عطوان : ماذا يعني ان تصل مسيّرة “حزب الله” المباركة الى غرفة نوم نتنياهو في قيساريا؟ ثأرا اوليا للسنوار أمير الشهداء ام تمهيدا لما هو أخطر؟

 

إب نيوز ١٦ ربيع الثاني

عبد الباري عطوان

أمير الشهداء، وشيخهم، يحيى السنوار خرج من مقر قيادته تحت الأرض في قطاع غزة ممتشقا ببندقيته، ومزنرا وسطه بالقنابل اليدوية، ليقاتل الأعداء، ويقدم نموذجا، وقدوة، في الشهادة لكل الأجيال القادمة، اما أخوته، وأحبائه، وحلفائه، في “حزب الله”، فقد قرروا الثأر له، وكل من سبقوه الى شرق الشهادة، “الموت رعبا وهلعا” لكل المسؤولين الصهاينة الذين يرتكبون حرب الإبادة في لبنان وقطاع غزة بدعم وقح وهمجي من أمريكا والغرب الاستعماري.

ان تقطع طائرة “مسيّرة” أطلقها مجاهدي “حزب الله” من قواعدهم في لبنان، اكثر من 70 كيلومترا، وتصل الى هدفها أي منزل بنيامين نتنياهو في مدينة قيساريا المحتلة في شمال فلسطين، وتفجيره، وتخترق كل منظومات الدفاع الجوي والارضية الإسرائيلية الحديثة الامريكية الصنع، فإن هذا إنجازا عسكريا واستخباريا كبيرا جدا، وهزيمة خطيرة وموجعة لدولة الاحتلال، وكل أجهزتها الأمنية ودفاعاتها الجوية والارضية.

ad

***

حذرنا في هذا المكان نتنياهو من المبالغة في الاحتفال باستشهاد البطل السنوار، لان هذا الاحتفال لن يعمر طويلا، وها هو تحذيرنا يعطي ثماره، وأسرع مما كنا نتوقع، لأن وصول هذه المسيّرة المباركة الى غرفة نومه وزوجته سارة، هو بمثابة حكم عليه وكل المسؤولين من أمثاله، بقضاء ما تبقى من حياتهم في ملاجئ على عمق 70 مترا تحت الأرض خوفا وهلعا.

السلطات الإسرائيلية التي تعيش ارتباكا وحالة من إنعدام الوزن، بعد نجاح هذا الاختراق الكبير على أيدي أشبال واحفاد الشهيد حسن نصر الله، أعلنت حالة الطوارئ والتأهب القصوى لحماية جميع القادة والمسؤولين الصهاينة، وكل رموز الأجهزة الأمنية، والاستخبارية، لإدركها ان التهديد خطير وجدي وغير مسبوق، ويأتي في إطار خطة محكمة الاعداد والتنفيذ معا، والقادم أعظم.

انها “الهداهد” المباركة ومناقيرها الطويلة الراصدة التي ركّعت الرادارات الإسرائيلية وأذلتها، وحققت أهدافها في تصوير جميع المرافق والقواعد والمقرات الأمنية والعسكرية والبنى التحتية في دولة الاحتلال، في حيفا وتل ابيب ونهارية وصفد وطبرية، وقدمت غلتها “هدية” الى العقول القيادية الجبارة في “حزب الله” ليقوموا بالواجب الوطني في تدميرها وبالتقسيط المريح، في حرب ستطول معاركها، وسيكون الفوز فيها بـ”النقاط” مثلما قال سيد الشهداء نصر الله في خطابه التاريخي الذي القاه في بداية إعلان حرب الاستنزاف في الثامن من تشرين اول (أكتوبر) من العام الماضي، أي بعد يوم واحد من تنفيذ هجوم “طوفان الأقصى” الإبداعي.

نتنياهو الذي “تباهى” باغتيال أمير الشهداء “أبو إبراهيم”، ورقص قائد جهاز “موساده” وسط طاقم منظمته الإرهابية احتفالا وبهجة بالصوت والصورة بهذا الخبر، رغم ان الشهيد هو الذي اختار نوعية، ومكان، وزمان شهادته، وقاتل بكل شجاعة حتى بعد إصابته بذراعه، وليس أجهزتهم الأمنية، سيدفع ثمنا باهظا، قد يكون عنوانه الأبرز هو الموت مثل الجرذان تحت الأرض، ومثلما ندم أشد الندم على اغتياله السيد الشهيد نصر الله، سيندم أكثر على اغتيال أمير الشهداء السنوار، وما إقتحام شهيدين نشميين للحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة وهجومهم على دورية إسرائيلية واصابة اثنين من جنودها الا أول الغيث.

نحن في هذا المقال لا ننطلق في كلماتنا وتحليلنا من زاوية “التمنيات” وانما إرتكازا على بيانات غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان، التي لم تقل شيئا الا وتحقق وما هو أكبر منه وأهم وأخطر، ففي أحدث بياناتها يوم امس بشّرت بالانتقال الى المرحلة الثانية في عملياتها، أي اخراج الصواريخ الدقيقة والمسيّرات الأدق من كمائنها، وتوجيهها الى الأهداف الاستراتيجية للعدو في العمق الفلسطيني المحتل، وكانت المسيّرة التي قصفت غرفة نوم نتنياهو هي “فاتحة شهية” تسبق الوجبات الرئيسية القادمة التي ستكون دسمة للغاية.

***

الأهداف القادمة لمحور المقاومة ورأسه وأذرعه، ليس اغتيال نتنياهو وغالانت وهاليفي فقط، وانما اغتيال المشروع الصهيوني برمته، وإقتلاعه من جذوره، وهو المشروع السرطاني الذي يدمر أمن البشرية واستقرارها ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، وانما العالم بأسره، وجره الى حروب عالمية وربما نووية أيضا.

ختاما نقول لنتنياهو ورهطه، انتم ترون ان حياتكم غالية، ولكن حياتنا أغلى، والفارق بيننا وبينكم انكم ستموتون لارتكابكم أعمالا شريرة وحروب إبادة، وقتل الأطفال والخدج، اما رجالنا ونساؤنا واطفالنا، فلا يخافون الموت، ويستشهدون دفاعا عن قيم العدالة والإنسانية، والحقوق المشروعة، والحياة الكريمة، ولهذا تقف الغالبية الساحقة في العالم في خندقنا، وفي مقابل خندق الشر والتجويع وسفك الدماء الذي تتمترسون فيه، ومن المؤكد ان النصر لنا حتما.. والأيام بيننا.

You might also like