نظرة من داخل الكيان ”الأعمق لم يحدث بعد“..!!
إب نيوز ٢١ ربيع الثاني
غيث العبيدي..!!
أغلبنا يعلم أن ”طوفان الأقصى“ حدث استثنائي، ذو أثار آنية وأبعاد مستقبلية، وتداعيات عميقة، في عموم الداخل الإسرائيلي، على اللوحات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وها قد بات الصهاينة على اليقين أن حركات السلام مع الفلسطينيين من جانب، والشعوب العربية والإسلامية المؤهلة للتطبيع من جانب اخر، قد فتح ”طوفان الأقصى“ عليها النار، فأوضح الحالة التي يجب أن يكون عليها المسلمين، وثبت الهدف الذي يجب أن لا يترك، وان الطوفانيين في حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وكل الجبهات المساندة لهما ” العراق، إيران، سوريا، واليمن“ المسؤول الأوحد عن كل رصاصة خرجت من فوهات بنادقهم، لتوأد تلك الحركات المزعومة وتصرعها وتقضي عليها، فعرفوا كيف يناقشون قضية فلسطين، وكرهوا أن يلقوا أسلحتهم، حتى لا يميل عليهم الصهاينة والمتصهينين ميله عظيمة، فمن أستشهد منهم أستشهد بشرف، ومن عاش منهم عاش برجولة.
أما العبيد من العرب والمسلمين فلا يسمح لهم بحمل السلاح، لأسباب تتعلق بنقائص في بسطة الدين والشرف والرجولة.
▪️ نظرة من داخل الكيان.
في إدامة وجوده، اعتمد الكيان الصهيوني على..
1. أستراتيجية ”الاستعداد الدائم للحرب، وتقليم اظافر الحركات الإسلامية في فلسطين، والتهديد بالعقاب“ في حال أقدامهم على عمل عدائي ضد إسرائيل.
2. للتحول من ”كيان محمي لكيان فخم“ أعتمد الصهاينة على ترابط وتماسك المجتمع الإسرائيلي من جانب، وعلى المنظومة العسكرية المتطورة من جانب اخر، لحفظ وإدامة الراحة الاجتماعية الكبيرة، في الكيان الصهيوني وفق تطورها الطبيعي.
وفي سياق حقها المشروع في مقاومة الاحتلال شرعت ”دول محور المقاومة الشيعية“ برأس حربتها حماس في عملية طوفان الأقصى، لإحياء القضية الفلسطينية، ومنع تهويد المسجد الأقصى، وبالرغم من كل الوحشية والخراب والدمار التى خلفتها الحرب، في الجانبين الفلسطيني واللبناني، إلا أن مساراتها كانت وخيمة جدا على الداخل الإسرائيلي، ومنها من منظور الايجاز مايلي..
اولا. فك الارتباط بين الشعب والحكومة، وبين الشعب ونفسه، وبين الشعب والمنظومة العسكرية، وبين العسكر ومرؤسيهم، وانعدام الثقة بين الكل والكل، من خلال حساسية النقد والتفكير السلبي والتأثيرات الجانبية للحرب وتزايد الفشل.
ثانيا. الفراغ النوعي والهوة الكبيرة وتداعياتها على الملفات الأمنية والسياسية والاجتماعية واهمها الاقتصادية، أدى إلى يقين شبه ثابت بين جميع الأطراف، بما فيها الطرف العسكري ”عدا النتن ياهو“ بأن إسرائيل على وشك التقهقهر والانهزام.
ثالثا. تعطيل الحياة في أغلب مناطق الكيان بما فيها تل أبيب ”معقل الأمن وبوابة الامان“ والنزوح الجماعي، والخوف من صواريخ محور المقاومة، والخيارات المحدوده في التصدي لها، أدى إلى هجرة معاكسة غير مسبوقة من الكيان للخارج، فرادآ وجماعات وشركات ورؤوس أموال وغيرها، في الوقت الذي كانت تتباهي فيه الوكالة اليهودية في استقدام المزيد من المهاجرين اليهود، لتوطينهم في الأراضي الفلسطينية.
رابعا. اتساع الشرخ المجتمعي بين الأوساط الإسرائيلية، في ظل تردي الواقع الاقتصادي، وانعدام الامان بسبب الطوفان، والإكراه الديني الذي يمارسه خط ”النتن ياهو“ على الجميع أصبحت اسرائيل لا تصلح للرفاهية والراحة الاجتماعية.
خامسا. أسقطت حماس ”استراتيجية استعداد الصهاينة الدائم للحرب“ واسقط المقاومين في محور المقاومة، نظرية ”الكيان المحمي الفخم“ وبات اليهود في مأزق حقيقي، فأما العصيان المدني العام، أو التمرد العسكري، والاخير هو الأعمق الذي لم يحدث بعد.. وسيأتي قريبا.
وبكيف الله.