من هنا تمر الطريق إلى بوابة التاريخ.

 

إب نيوز ٢٤ ربيع الثاني

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

إذا كنتم تعتقدون أنكم بمواقفكم المخزية هذه تؤمِّنون لبلدانكم وشعوبكم الرخاء والأمن والإستقرار السياسي والإقتصادي والمعيشي..

فأنتم واهمون..

المواقف المخزية عمرها ما كانت عنصر قوة، أو عامل استقرار أو صمام أمان لأحد..

المواقف المخزية أكثر شيء يثير حفيظة وسخط ونقمة وتذمر الشعوب..

هذه هي الحقيقة..

وحدها فقط المواقف المشرفة من تمثل عوامل القوة وصمام الأمان للبلدان والشعوب..

المواقف المشرفة عمرها ما أثارت حفيظة أو نقمة وسخط الشعوب على الحكام..

مهما كانت تكاليفها باهضةً جداً

أو ترتب عليها من تداعيات وأضرار مجتمعية..

ومهما أدت أيضاً إلى تفاقم وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلد..

إقرأو التاريخ..

جمال عبدالناصر مثلاً:

تسبب في تعرض مصر لأكبر هزيمة عرفتها في تاريخها القديم والحديث..

انهارت على إثرها عسكرياً..

ومعنوياً ونفسياً..

وكادت أن تنهار اقتصادياً..

وسياسياً أيضاً..

إلا أنه، ورغم ذلك كله، لم يمنع جموع الشعب المصري من أن يخرجوا بالملايين مطالبين بعودته عن قراره التنحي عن السلطة..

ولم يمنعه أيضاً من أن يخرج بعشرات الملايين حزيناً وباكياً ومشيعاً له يوم وفاته..

تعرفون لماذا..؟

لأن مواقفه من قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، وبغض النظر عن بعض الأخطاء، كانت واضحة ومشرفة..

فلم ينبطح لأمريكا..

أو يتنازل لإسرائيل حتى وفاته..

فكان هذا جزاءه..

السادات في المقابل:

سجل موقفاً مخزياً واحداً بالذهاب إلى منتجع (كامب ديفيد) وتوقيع اتفاقية استسلام مع العدو الصهيوني، أراد بها، وعلى حساب قضية الأمة المصيرية، استعادة الأراضي المصرية، والحصول على دعم أمريكي سنوي مجزٍ، وأن ينعم شعبه بالرخاء والهدوء والأمن و..

فما الذي حصل..؟

لم يشفع له ذلك كله عند شعبه في أن يكلف نفسه حتى عناء الخروج للمشاركة، بشكل واسع، بتشييع جنازته ووداعه يوم وفاته..

فضلاً أن ذلك الموقف كان السبب الرئيسي في اغتياله وقتله على يد أحد أبناء شعبه..

وهنالك طبعاً أمثلة كثيرة وكثيرة جداً في هذا المجال سواء في عالمنا العربي والإسلامي أو في بلدان أخرى من العالم تثبت بما لا يدع مجالاً للشك كيف أن المواقف المشرفة تبقى وتبقي أسماء أصحابها محفورة في ذاكرة الشعوب، وكيف أن المواقف المخزية تودي بأصحابها وترديهم دائماً في مزابل التاريخ..

لذلك على عرب اليوم أن لا يغتروا بتحالفهم مع الأعداء ضد مصالح أمتهم وشعوبهم حتى وأن ترائى لهم ذلك بأنهم يسيرون في الإتجاه الصحيح..

فالطريق إلى بوابة التاريخ الواسعة لا تمر أبداً عبر المواقف المتخاذلة والمخزية، بل عبر المواقف المشرِّفة والعظيمة..

#جبهة_ال_قوا_صم

You might also like