من بين أسطر كتاب بوب ودوارد ”الحرب“…!!
إب نيوز ٣٠ ربيع الثاني
غيث العبيدي…!!
بالرغم من أن الصحفي الاستقصائي الأمريكي ”بوب ودوارد“ عرض في كتابه الجديد ”الحرب“ أهم الفترات الأنتقالية المضطربة في العالم، وكشف عن كواليس واسرار السياسات الأمريكية في ثلاث حروب «الروسية الأوكرانية، الصراعات في الشرق الأوسط، صراع الرئاسة الأمريكية» إلا أنه نقل صورة مغايرة ومنفصله عن الواقع، سواء ماذكره هو، أو ما نقله عن الشهود، أخرجت عناصر حركة حماس الاسلامية من ”الصنف البشري“ ووضعتهم في خانة ”الحيوانات المتوحشة“ وهذا تماما ما عمل عليه الكيان الصهيوني، واراد أن يعرفه العالم، حيث ‘ذكر ونقل’ في بداية الفصل «42» من كتابه ”الحرب“ كأهم كتاب صدر في الولايات المتحدة مؤخرآ، والذي يعد الاكثر مبيعآ في قائمة نيويورك تايمز للكتب مايلي..
« تدفق ثلاثة الالاف من مسلحي حماس إلى مجتمعات الكيبوتس، وأحرقوا المنازل، وذبحوا عائلات بأكملها، بما في ذلك الاطفال، والرضع في مهودهم وأسرتهم ذات الطابقين (وشوحوا افخاذهم في السمنة واكلوهم) واطلقت حماس النار على الإسرائيليين، وقطعت رؤوسهم وأحرقتهم، وقطعت اوصالهم وأحرقتهم احياء»
وعاد الكاتب لينقل عن شهود عيان..
روى ”رامي ديفيديان“ أحد عمال الطوارئ في مهرجان الموسيقى« رأيت فتيات مقيدات بأيديهن خلف كل شجرة هنا، قتلهن أحدهم، وأغتصبهن، وأساء معاملتهن، هنا على هذه الأشجار كانت ارجلهن متباعدة.. وادخلوا كل انواع الاشياء في أعضائهن الحميميه، مثل الألواح الخشبية، والقضبان الحديدية، قتلت واغتصبت أكثر من 30 فتاة»
وتحدث ”راز كوهين“ مشارك اخر في المهرجان، وكان مختبئا مع صديقه ”شوحم“ حيث قال شوحم الذي كان بجواري «أنه يطعنها أنه يذبحها، ولم أرد النظر، وعندما نظرت مجددا كانت قد ماتت بالفعل، وكان لايزال يفعل ذلك، كان لايزال يغتصبها بعد أن ذبحها»
هذه هي الصورة المتوحشه، التي أراد الصهاينة والإعلام الغربي، إظهار حركة حماس الاسلامية بها، ولاحقا سيظهرون جميع دول محور المقاومة بنفس هذه الصورة، على أنهم كيانات وحركات إجرامية، استبطنت بذور الإجرام والشر المستطير، وأنهم مشاريع فوضوية، في كل تفاصيلهم، وهم الأقل وعيا والاكثر توحشا، فلا يمكن أن يكونوا الا اشرار، مهما بدت عليهم مظاهر أستوداع أمانة المقاومة الشرعية، لمقارعة الظلم ونصرة المستضعفين.
كادت هذه الصورة أن تهيمن على جميع وسائل الإعلام في العالم، شرقا بغرب، وجنوبا بشمال، والتى غالبا ما ستدعمها الأنظمة الغربية، بمعايير وافكار، توصف كل أجنحة المقاومة بأنهم ”مركزا للتوحش والإرهاب في العالم“ مما سيقضي على القضية الفلسطينية نهائيا !! لولا صاحب الروح المتوثبة، والمواقف النبيلة، الامام السيد ”علي السيستاني“ والذي يمثل في عيون الغرب ”حالة واضحة المعالم“ ومختلفة عن جميع الحالات الشيعية الأخرى، السابقة والمعاصرة له، تبعا للظروف والمستجدات التي عاصرها وتعامل معها، والتي حقق فيها انجازات مبهرة، فأصدر البيان الذي دعا فيه العالم طولا بعرض، للوقوف بوجه التوحش الصهيوني الفضيع في غزة، والذي استطاع من خلاله تضييق زوايا التحركات الإعلامية الغربية، وفوت عليهم الفرصة في خلط الأوراق وترتيبها بشكل يخدم الكيان الصهيوني.
كنت دائما أتسائل لماذا أكد الامام ”علي السيستاني“ حفظه الله على مفردة ”التوحش“ وذكرها في أكثر من مناسبة، ولم يستبدلها بكلمات ومفردات أخرى تعطي نفس المعنى مثلا، إجرام قساوة، همجية، بربرية، وغيرها.. لكن بعد أن قرأت هذا الكتاب، عرفت أنه اعتمد تلك المفردة، وأصر عليها، وكررها أكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة، حتى يفكك الخطر الاستراتيجي للرواية الصهيونية، واغلاق منافذ اتهام حركة حماس بالتوحش بوجة الإعلام، فقلب الطاولة على رؤوس أصحابها، واستطاع أن يجعل الأحداث تتحرك لصالح فلسطين وحماس وغزة.
وبكيف الله.