وقفة .. في رحاب العلماء .!
وقفة .. في رحاب العلماء .!
إب نيوز ٩ جمادي الأول
محمد علي الذيفاني
صحيح بأن الرحلة مع العلماء رحلة مع القيم الرفيعة ومكارم الإخلاق رحلة خالية من المثالب والشتائم والمنغصات الأخرى ففي هذه الوقفة التي أحاول مجتهداً القبض على تلك اللحظات الممتعة التي قضيناها ذهاباً و إياباً إلى عاصمة الصمود مع كوكبة من العلماء و التي توزعت بين النقاش الرصين للمسائل الفقهية ومراجعة المتون والكتب المعتبرة التي مجرد ذكر أسمائها يشعر الإنسان بالحنين إليها والانجذاب لها لما تنطويه من درر المسائل الفقهية …لحظات كان فيها قراءة للقصيدة الميمية للشيخ الدكتور محمد المهدي المعروفة (نصر من الله لا من مجلس الأمن ) متعة أُخرى تتظافر فيها الكلمات بجراح الأقصى الشريف قصيدة تعود إلى التسعينات لكن أحكامها لازالت قائمة حتى اليوم الذي تتكرر أمام أعيننا عشرات المجازر الوحشية والإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني المظلوم من قبل العدو الصهيوني المدجج بآلة الدمار والفتك الامريكية و من بعد ذكر القصيدة اصطفت موائد الأئمة والعلماء بمؤلفاتهم المبسوطة على طول الطريق حيث كانت الملاذ الآمن من رياح التغيير و العولمة و الأفكار الملغومة التي جعلت الأمة في حالة من التيه والنكوص والشعور بالدونية و الخوف و الاستسلام أمام أعداء الأمة قبل أن يبزغ فجر المشروع القرآني الذي غير بحضوره القوي الكثير من المعادلات الثابتة بالدفاع عن شعبنا الفلسطيني المظلوم بما يسهم بانتقال الأمة من ثقافة الضعف والتقوقع والإنهزام إلى ثقافة العزة و الكرامة و التطور و الإزدهار الإنساني وقد آن الأوآن للنخب العلمائية و الأكاديمية تصحيح مواقفهم من المشروع القرآني المبارك الذي س (يستوعب البشر ويهذبهم ويجعلهم يسيرون على نمط واحد ) لاسيما و قد خاضت الأمة ما يكفي من التجارب الفاشلة لأن الإعتراف بالخطاء فضيلة رحلة ممتعة ثرية بالمناقشات الفكرية و الفقهية مشبعة بروافد الحب و الصراحة و النُكت الطريفة و من هنا كان علينا ان نقدم للقارئ الكريم بعض من صفات مشائخ هذه الرحلة فالشيخ الدكتور محمد المهدي من مشائخ أهل السنة و الجماعة المشهود له بسعة الإطلاع شغوف بالقراءة والتأليف و كتابة الشعر الفصيح و له ديوان مطبوع صاحب رؤية ثاقبة بصير بعواقب الأمور وما بيان العلماء إلا دليل على نضج الرؤية أما الشيخ الدكتور محمد كرش من كبار علماء المذهب الشافعي و مع هذا يتمتع بهوية الإنسان الزاهد واسع الإطلاع يعرف الواقع و يفقه الوقائع أما الشيخ الدكتور عارف شمس الدين و إن كان قلبة معلق بالمذهب المالكي إلا أنهُ يفتي بالمذاهب المشهورة والقوانين النافذة يرى في جميع الأئمة أعضاء في جسد واحد أما الشيخ ياسين العبادي من رجال الدعوة إلى الله يمتلك موهبة خطابية كشلال هادر تجتمع فيه مايندر أن تجتمع بشخص آخر صاحب ذكاء حاد و إبتسامة صافية و قريحة وقادة رحلة بقافلة علمائة كان عليها ان تشق طريقها وفي صميم إيمانها الاطمئنان على سماحة مفتي الديار اليمنية فضيلة العلامة السيد شمس الدين شرف الدين حفظه الله الذي استحي عن وصفه وانا بين بحور العلوم اصحاب الفضيلة العلماء الذين قبلوني خادماً لقافلتهم وهنا اسأل الله الشفاء لسماحة المفتي الذي لازال يبعث في الأمة احساساً بالقوة والعظمة والاعتصام بحبل الله من خلال تلك الدروس الدينية التي ترمم وحدة الامة وتزيد من تماسكها و إشعاعها الرسالي
اخيراً شكراً جزيلاً للاخ رئيس الهيئة العامة للاوقاف فضيلة العلامة السيد عبد المجيد الحوثي الذي يزداد عروجا في سماء الأمة همةً و إقتداراً الذي يخفض جناحه للعلماء ليرفعوا له جناح آخر من المحبة والمهابة و الإحترام حفظه الله و شكراً للاخ مدير عام العلماء السيد العلامة عبد الله الهادي الذي حمل على عاتقة خدمة العلماء يستنبت شتائل الخير ويزرع فسائل الألفة والاتلاف وفقه الله