أهؤلاء، أم الشحرورة..؟!
إب نيوز ١٣ جمادي الأول
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
الحكام العرب مثل الفنانة صباح..
يعني: أمضت نصف عمرها، أو يزيد، وهي تقود معركةً وحرباً شعواء مع حركة الشيخوخة المتمردة، ولكن دون جدوى..
تحالفت مع كل خبراء وأخصائي التجميل..
استخدمت أحدث أسلحة المكياج المتطورة..
نفذت أكثر من عملية تدخلٍ جراحيٍ تجميليٍ عاجلٍ وسريع..
والنتيجة ماذا..؟!
خسرت صباح..
وانتصرت حركة الشيخوخة..
وسيطرت التجاعيد والترهلات أخيراً على سائر أنحاء وجهها وجسدها النحيل..!
وكذلك هم الحكام العرب أيضاً..
يمضون فترات حكمهم كلها، وهم يقودون معارك وحروباً تجميليةً وتلميعةً شعواء في مواجهة مفتوحة مع كل حركات البشاعة والوضاعة والقبح البادي على وجوههم ومواقفهم، والرامية إلى إسقاطهم في وحول الفضيحة والعار
ولكن دون جدوى أيضاً..!
يستقدمون كل خبراء وأخصائي التلميع..
يتحالفون مع كل قنوات وآلات وأدوات وأبواق التطبيل والتضليل..
يواجهون بأعتى وأحدث أسلحة المكياج والمونتاج والإخراج المتطورة..
يتحصنون بأسوارٍ وقلاعٍ من الأقنعة الواقية، والأوجه المستعارة..
والنتيجة ماذا..؟!
يخسرون المعركة..
يخسرونها بعد أن تتساقط كل الأقنعة، وجميع الأوجه المستعارة واحداً بعد واحد..
وتنتصر حركات البشاعة والوضاعة والقبح..
وتسيطر، في الأخير، ملامح الخزي والعار على سائر أنحاء وجوههم الملطخة بالقار..
يعني: مثلهم مثل الفنانة صباح تقريباً..!
جميعهم يحاولون فن الخدعة..
مع فارق بسيط جداً..
أن الفنانة صباح، حين لجأت إلى هذا الفن، كانت تحاول بذلك التملص هرباً فقط من علامات وأعراض الشيخوخة الظاهرة، بينما الحكام العرب لا يلجأون إليه إلا للتملص والتغطية على بعض علامات وأعراض الخزي والفضيحة..
وأنها كانت في مراحل صباها وشبابها صارخةً في الحسن والجمال، بينما الحكام العرب، وفي كل مراحل حكمهم، لا يبدون إلا غاية في البشاعة والوضاعة والقبح..
هذا هو الفارق الوحيد..
وهنالك فوارق ثانوية بسيطة أخرى تتلخص في نوعية وطريقة الإعتلاء والظهور، وتجسيد الأدوار، وطبيعة الزواج، وأشياء أخرى..
فصباح مثلاً كانت تعتلي خشبة المسرح..
وأما الحكام العرب فيعتلون كراسي السلطة والحكم..
صباح كانت تغني وترقص وتمثل للشعوب..
وأما الحاكم العربي فكانوا، ولا يزالون، يغنون ويرقصون ويمثلون على الشعوب..
صباح تزوجت تسعة رجال زواجاً عادياً، بينما هؤلاء الحكام العرب تتزوجهما اثنتان زواجاً كاثوليكياً، بريطانيا، وأمريكا..!
صباح انتهى بها المطاف في آخر الأمر بلا مالٍ ولا مأوى، بينما ينتهى المطاف بهؤلاء الحكام العرب دائماً بلا عزة ولا كرامة..
هذه، بصراحة، بعض الفروق البسيطة التي تستحضرها ذاكرتي الآن، وهنالك، بطبيعة الحال، فروق أخرى، والتي، في مجملها، تعطي الأفضلية دائماً لصباح..
إلا أن ذلك لا يؤثر أو ينقص من حجم وطبيعة التشابه القائم بينهما والذي يصل، في معظم الأحيان، إلى درجة التطابق
وهنا يأتي السؤال:
من الذي يحكم العرب..؟!
هؤلاء الحكام..؟
أم الشحرورة..؟
فلا أرى فرقاً بينهما بصراحة..!
(جمعتكم مباركة)
#جبهة_ال_قوا_صم