تقرير فرنسي: أطفال اليمن لا يزالون يموتون من الجوع.
إب نيوز 4 يناير 2017
صحيفة ” نوفل اوبزرفاتور” الفرنسية:
“لقد توفى ابن عمي بسبب سوء التغذية، ولا يمكن ان اخسر أخي الصغير اليوم لنفس السبب” ها كذا قال محمد علي، البالغ من العمر 19عاما، وهو ينظر الى ما حوله من آثار سوء التغذية الذي تشهده اليمن وتؤثر على الآلاف من الشباب اليمني دون ان يستطيع القيام بأي شيء، كما يقول، وفقا لما نقلت عنه وكالة ” الاسوشيتد برس “، التي عملت على تجميع شهادات من احدى المستشفيات في شمال اليمن.
لقد مزقت الحرب التي تشهدها اليمن، المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا البلد الذي يُعد أصلا واحدا من أفقر البلدان في العالم قبل الصراع الذي يشهده، ولا يزال اليوم يواجه وضعا إنسانيا رهيبا في الوقت الذي أصبح السكان على حافة الجوع، إذ لم يستثني هذا الوضع السيئ حتى الأطفال.
هناك في اليمن 2,2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية وذلك وفقا للأرقام التي نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في ديسمبر 2016. ومن بينهم 462000 طفلا على الاقل يعانون من سوء التغذية الحاد، وهذا الرقم يزيد بمقدار 200 بالمائة تقريبا منذ العام 2014، إضافة الى ان ما يقدر بـ 1,7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل. ومع ذلك، فقد أكدت الدكتورة ميريتشل ريلانو ، القائمة بأعمال ممثل منظمة ” اليونيسف ” في اليمن، ان “معدلات سوء التغذية في اليمن هي الأعلى والأكثر تصاعداً من أي وقت مضى وفي حالة ازدياد، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط لم تشهد مطلقاً مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم”.
في شهر نوفمبر الماضي، روت صحيفة ” الواشنطن بوست ” الأميركية، المعضلة الرهيبة لدى بعض الأسر اليمنية التي أجبرت على الاختيار من يكون على قيد الحياء من بين أطفالها، حيث كانت هناك إحدى العائلات اضطرت الى الاختيار بين استخدام القليل من المال المتاح لديهم اما في اخذ طفلهم ذو العامان الى المستشفى او إنفاقه في إطعام أطفالهم الآخرين.
يواجه اليمن اليوم خطر المجاعة، وهو الامر الذي يُقلق المنظمات الدولية خاصة بعد ان أصبحت البنية التحتية الصحية هشة، ولا زال البلد يشهد حربا اهلية. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فان هناك أكثر من نصف المرافق الصحية التي أغلقت أبوابها ولا تعمل إلا بشكل جزئي. كما تشير منظمة الصحة العالمية الى نقص في الأطباء بلغ أكثر من 40 بالمائة في المناطق اليمنية.
وبالنسبة الى المشاكل في البنية التحتية التي تعاني منها اليمن، فقد تسببت الحرب في هذا الأمر. ووفقا لتقديرات منظمات إنسانية والتي نشرتها في وقت سابق وكالة “الاسوشيتيد برس” فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 60 بالمائة.
ان ما تشهده اليمن اليوم هو معارضة المتمردون الحوثيون، المتحالفون مع أنصار الرئيس اليمني السباق علي عبدالله صالح، للرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي، المدعوم من قبل تحالف عسكري عربي تقوده المملكة العربية السعودية والتي قادت هجوما في 25 مارس 2015 لمنع المتمردون من السيطرة على كل الاراضي اليمنية. ومنذ تدخلت قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية، قتلت الحرب أكثر من 7 ألف شخص وجرح حوالي 37000 ألف، وذلك بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة.
ترجمة:وائل حزام