وهكذا تمضي سنن الله..

إب نيوز ١٧ جمادي الأول
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.
عندما تصل الكيانات والدول إلى مرحلة شرعنة ورعاية وحماية ودعم وتمويل الإفساد، فإن ذلك يعد إيذاناً حتمياً بالزوال والسقوط..
هذا ما أخبرنا الله به عن زوال بني إسرائيل..
وعن قوم يأجوج ومأجوج..
وعن كثيرٍ من الأمم..
(وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)..
وهنا يأتي السؤال:
هل ما يجري اليوم في بلاد العربية السعودية من انحلال قيمي وأخلاقي يسير بها في طريق الإفساد المذكور في القرآن الكريم..؟
نعم، وبكل تأكيد..
ولماذا السعودية حصراً..؟! أليس الأمر هذا موجوداً في دول عربية أخرى..؟! قد يقول قائل..
بلى، الأمر هذا موجود في دول عربية أخرى معروفة و، ربما، بما هو أعظم، ومن بدري كمان..
لكن هناك فرق..!
هناك فرق بين دولٍ لا تعارض وجود مثل هذه الأشياء على حرمتها، لكنها في نفس الوقت لا ترعاها أو تمولها أو تروج لها أو تدعو الناس إليها، أو تشجع على الإنحلال القيمي والأخلاقي أو تقف موقف الخصم ممن يعارض وجودها أو ينتقده..
يعني: مرقص مرخص ممكن، لكن لمن أراد أن يرتاده فقط..
خمر ممكن، لكن لمن أراد أن يتعاطاه فقط..
وهكذا..
وبين دولة ترى في هذه الأشياء مشروعاً وطنياً طموحاً وواجب التنفيذ، فتعمل، وبكل إصرار وجهد، على تمويله وتنميته وتطويره وتسويقه والترويج له والتفاخر به، ودعوة الناس إليه، وإزالة كل الحواجز القيمية والأخلاقية من أمامه، وكذلك قمع كل من يعارضه أو ينتقده..!
فهي من تفتح المرقص والملهى الليلي و..، وهي من تستقدم الراقصات والعاريات و..، وتتفنن في اختيارهن، وهي من تدفع لهن وتغدق عليهن..
وهي أيضاً من تستصدر الفتاوى الدينية لشرعنة ذلك، وهي من تتعمد إهانة المقدسات والتقليل من قدسيتها، و..
وهي من تأتي بالشاذ والغريب وتعمل على فرضه وتمريره وتكريسه ثقافة وسلوكاً في أوساط مجتمعها..!
نعم، هناك فرق..
لذلك، ومن هذا المنطلق، فإن السعودية وما تقوم به هذه الأيام من عملية إفسادٍ وإضلالٍ وتضليل ممنهجة ومتعمدة، إنما تسير، وبشكل متسارع، في اتجاه زوال وسقوط مفاجئٍ وحتمي قريب..
وهكذا تمضي سنن الله في عباده..
والأيام بيننا..

#جبهة_ال_قوا_صم

You might also like