مع الشيخ رسام.. رب صدفة خير من ألف ميعاد..

إب نيوز ٢٢ جمادي الأول
بقلم الشيخ/ عبدالمنانالسنبلي.
على هامش إحدى الفعاليات الخاصة بالذكرى السنوية للشهيد، التقيت به صدفة، وجلسنا جنباً إلى جنب نتبادل أطراف الحديث..
أكثر ما كنت أعرفه عن الشيخ ضيف الله رسام هو أنه شخصية ووجاهه قبلية بارزة ومجاهدة..
يعني: مثله مثل أقرانه ونظرائه من المشائخ المجاهدين المعتبرين والكبار..
لم أكن، بصراحة، أتخيل، ولو لوهلةٍ واحدة، أن لقاءً قصيراً واحداً يمكن أن يضيف شيئاً لي عن ما كنت قد شكَّلته من تصورٍ أو رسمته من انطباعٍ مسبقٍ عن الرجل إلا بعد أن جلست أستمع منصتاً ومتأملاً إليه..
حينها أدركت أنني لا أقف أمام شخصية عادية، وإنما أقف أمام شخصية استثنائية، وموسوعة قبلية نادرة..
يكفي أنك، وأنت تحاوره أو تستمع إليه، تشعر كما لو أنك تعرفه وتنادمه منذ قرون..
لا يعرف التكلُّف أو التصنُّع أو الاستعلاء والغرور..
إذا تحرك رأيت القبيَلة تتحرك معه..
وإذا تحدث شممتها تفوح من بين ثنايا كلماته..
فكأنما هو قبيلةٌ يمنيةٌ عربيةٌ أصيلةٌ تمشي على الأرض..
قبيلةٌ من الزمن الجميل..
وبحجم ألف عام..
كل هذا (كوم)، وحين أخبرني بأن له ثلاثة إصدارات بحثية، والرابع في الطريق (كوم) لحاله..!
إصدارات لخص فيها بعضاً من تجربته الطويلة في مسار العمل القبلي والجهادي والسياسي معاً رابطاً كل ذلك بالواقع ومستشهداً بما تختزنه ذاكرته من التاريخ..
أقسمت عليه أن لا يغادر إلا وقد أهداني منها نُسخاً، لكن، ولسوء حظي، أنه لم يكن معه حينها إلا الإصدار الثالث فقط، والذي تفضل مشكوراً بإهدائي نسخةً منه..
لقد كان يحمل عنوان:
اليمن واليمانيون.. في فلسفة الهُوية وصناعة التاريخ..
وها أنا الآن قد بدأت في مطالعته واستخراج ما في بحاره الزاخرة من اللألئ والأصداف الثمينة، والتي لا أظنها تحتاج إلا إلى مجلدات ومجلدات لجمعها..
فشكراً للشيخ المراغة والموسوعة ضيف الله رسام..
وشكراً لهذه الفرصة والصدفة التي جمعتني به ووفرت لي مرجعاً من أهم المراجع القبلية، أُنقِّب فيه، واستشهد به، وأرجع إليه في كل مسيرتي الجهادية والإعلامية..
ورب صدفة خير من ألف ميعاد..
أو كما يقولون..

#جبهة_القواصم

You might also like