30 نوفمبر1967م..نقطة فارقة في تاريخ اليمن
إب نيوز ٢٥ جمادي الأول
محمد صالح حاتم.
الشعب اليمني بطبيعته وفطرته لا يقبل أن يحتله، ويحكمه الغريب والاجنبي، مهما حاول المستعمر والمحتل واستخدم طرق ووسائل ليبعد اليمني عن ارضه، وهويته لكنه في الاخير يفشل ويرحل يجرجر اذيال الخزي والذل والهزيمة.
وهكذا كان الحال مع المحتل البريطاني الذي احتل جنوب اليمن مدة 129 عاماً، واستخدم القوة، والحيلة ليظل هذه المدة، وحاول احداث تغيير في ثقافته وابعاده عن تاريخه وهويته اليمنية، وفرق ابناء المجتمع سياسياّ ومناطقياً وقبلياً، وزرع الفتنه والشقاق فيما بينهم ولكنه فشل رغم كل ذلك.
30 نوفمبر 1967م يوم طرد آخر جندي بريطاني من عدن، هذا اليوم جاء كثمرة من ثمار ثورة 14 اكتوبر 1963م، التي اجبرت المحتل البريطاني أن يرضخ لإرادة الشعب اليمني، تحت ضربات الابطال الميامين الذين ثاروا من جبال ردفان الشماء، وكل جبال اليمن معلنة لا مكان للمحتل البريطاني في ارض اليمن.
اليوم و نحن نحتفل بالذكرى ال57 لطرد بريطانيا من اليمن، وافول شمسها للأبد على التراب اليمني،والتي تأتي مع الاحداث الجديدة في المنطقة، وقد تغيرت موازين القوى،وظهرت الحقائق، وانفضحت معظم الانظمة،حيث اصبح اليمن بجيشه وقواته المسلحة رقماً صعباً، بعد عدوان عشر سنوات،ومعركة طوفان الاقصى معركة الكرامة والعزة والحرية والاستقلال..
فالمشروع البريطاني القديم الذي فشل في اليمن وبقية الشعوب العربية هاهو اليوم يفشل في فلسطين،بفعل ثورة 7 اكتوبر2023م، التي اسقطت آخر مشاريع ومخططات بريطانيا في المنطقة العربية، وإن الشهداء والدماء التي سقطت وتسقط يومياً في فلسطين ولبنان هي التي ستأسس لمرحلة جديدة وتاريخ جديد في فلسطين،وسيعلن طرد آخر جندي اسرائيلي من الاراضي العربية، كما طرت من قبل الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس من جنوب اليمن…
وفي الاخير نريد أن نؤكد أن 30 نوفمبر هو عيد الاستقلال، وليس الجلاء كما يكتبه البعض من الصحفيين ونسمعه في بعض وسائل الاعلام الرسمية والخاصة،وهناك فرق بين كبير المصطلحين.. وللعلم أن مصطلح جلاء لم يذكر وينتشر إلا بعد حرب صيف 1994م، واصبح يتداول في وسائل الاعلام وخلال الفعاليات والمهرجانات من قبل بعض المسؤولين ومن يسمونهم النخب السياسية..