سوريا تاليا .. فحذاري حذاري حذاري!
إب نيوز ٢٧ جمادي الأول
عبدالملك سام –
هناك مقولة قديمة تقول أن العالم سينتهي على يد أحمق متحمس، وللمتابع الواعي للأحداث كل ما سيأتي واضح غير مبهم، ورغم أن فريق (ترامب) يحاول أن يظهر هذه الأيام أن فترته الرئاسية القادمة ستكون مختلفة حينما يحاولون أن يظهروا مثلا أن (ترامب) سينهي الحرب الروسية الأوكرانية، أو أنه سيقف أمام طموحات (نتنياهو) المدمرة، أو أنه سيحتوي التوتر الأمريكي الصيني، إلا أن هناك حقيقة لا يمكن التغطية عليها ألا وهي أن من يدير السياسة الأمريكية هو اللوبي الصهيوني الذي لا يحمل ذرة خير نحو هذا العالم بكله.
لن يهدأ العالم طالما والصهاينة هم من يمسك بزمام السياسة في الولايات المتحدة، ولكي ينتهي الشر في هذا العالم لابد أن ينتهي اليهود أولا، وكلامي ليس تعسفيا فهم من جعلوا الأمور بهذا الشكل وليس نحن، وقد أثبتوا للجميع أنهم أكبر خطر يتهدد البشرية، وسقوط مشروعهم في فلسطين هو نقطة حاسمة لتحقيق السلام في هذا العالم المنكوب بهذه الشرذمة الخطيرة المجرمة.
من هنا نجد أهمية الدور المناط بالعرب والمسلمين كأمة مختارة لهذا الدور الكبير، والتي قد حباها الله بكل ما تحتاجه لأتمام هذا التكليف، وكل ما عليها هو أن تتوحد وتتحرك، وهذا لن يتم إلا إذا تجاوزت أنظمة الخيانة والأنبطاح التي تقودها نحو الاستسلام والخنوع والذلة لمن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة حتى ينتهي شرهم من على وجه البسيطة.
خروج حزب الله من المواجهة باتفاق وقف إطلاق النار كان ضروريا لأن حجم التدمير الاسرائيلي كان كبيرا، ولأن أطرافا داخلية بدأت تنشب مخالبها في ظهر المقاومة، ولأن المقاومة خسرت قادة الصف الأول وتحتاج لفترة لترتب صفوفها، ولكن اللافت أن حزب الله رغم كل هذه الظروف الصعبة جدا أستطاع أن يلحق هزيمة مروعة بالجيش الإسرائيلي الذي دفع بكل أسلحته وقواته وطاقته، وبكل الدعم الأمريكي والأوروبي الذي حصل عليه نحو جبهة الشمال، وأكبر دليل على هذه الهزيمة تمثل في الهلع الأمريكي الذي سعى لإيجاد هدنة دون الاكتراث بالشروط الإسرائيلية، وهذا يؤكد أن الحرب أمريكية بالدرجة الأولى.
لكن هذه الهدنة تؤكد من جديد أهمية تحرك الأمة بشكل جماعي الذي سيكون حاسما لوأد كل المؤامرات التي تحيق بكل شعوب المنطقة. كما يجب أن نلاحظ أن تحرك الجماعات الإرهابية في سوريا اليوم ليس بريئا، ويهدف لمنع المقاومة من فتح جبهة إسناد لغزة من الأراضي السورية كونها الجبهة الوحيدة المتاحة اليوم في ظل تماهي النظامين الأردني والمصري مع العدو الصهيوني، وإسرائيل قامت بالفعل بضرب كل المعابر بين لبنان وسوريا. ورغم التهديد الإيراني بعملية ثالثة بهدف الضغط على إسرائيل لمنعها من الأنفراد بغزة، إلا أن التحرك العربي بإتجاه سوريا بات ضرورة ملحة لوقف الإبادة في غزة والتآمر على سوريا، والواجب يحتم علينا اليوم مضاعفة الجهود لدعم فلسطين وسوريا وحمايتهما بأي ثمن.
حذاري من التهاون.. حذاري من السكوت.. حذاري من الخيانة حتى لا يأتي الوقت الذي نندم فيه من عدم التحرك. على محور المقاومة، بإعتباره العامل الفاعل في هذه الأمة اليوم، أن يوجه جهوده بشكل أكبر بإتجاه سوريا، وأن يبدأ بإرسال التعزيزات البشرية والمادية بإتجاه سوريا لأنها اليوم ستكون ساحة المعركة القادمة.. أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى قادة المقاومة في أسرع وقت، ولله الأمر من قبل ومن بعد.