تركيا وإسرائيل والملف السوري والمتغيرات الإقليمية..!!
إب نيوز ٣٠ جمادي الأول
غيث العبيدي: ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
العمليات العسكرية للتنظيمات الإرهابية في إدلب وحلب، وباقي مناطق وسط وشمال سوريا، ليست عشوائية بل منظمة ومخطط لها مسبقا، وأتت متناغمة مع السياق الإقليمي “الإسرائيلي-التركي” وحصلت نتيجة تدخلهما في إدارة الأحداث بصورة مباشرة، وتخضع لأوامر صارمة من أنقرة وتل أبيب، بأعتبار أن تلك المجاميع الارهابية، تمثل مجموعة تهديدات معقدة، تخدم المشاريع التركية والإسرائيلية في سوريا، بمباركة أمريكية، لتقسيم سوريا والتصدي للنفوذ الإيراني فيها، وقطع كل وسائل الأمدادات بين سوريا وحزب الله، والقيام بعدة تفاهمات مع روسيا بهذا الشأن، لأن تركيا ترى أن العمل مع روسيا افضل من العمل مع إيران، فيما يخص الملف السوري، وهذا واقعاً يخدم اسرائيل بالدرجة الأهم، لأنها تريد الحصول على مقعد متقدم في إدارة الملف السوري، ولن تنال هذا الأمر إلا بتفاهمات سياسية، للحصول على مكاسب استراتيجية إقليمية مهمة “منافع متبادلة” بين كل من أنقرة وتل أبيب برعاية امريكية “ترامبية”
▪️ سيناريوهات العمل في سوريا.
🔸 دبلوماسي، يضمن الواقع المرجو حصوله لصالح كل من تركيا وإسرائيل.
🔸 الاستمرار بالمعارك لحين الحصول على ما أشرنا إليه بالقوة.
🔸 الهجوم المعاكس من الجيش العربي السوري، وقوات المقاومة الرديفة له، للقضاء على الإرهاب نهائياً.
▪️ الرهان التركي الإسرائيلي في سوريا.
الاعتقاد “التركي الإسرائيلي” الراجح، يرى أن هناك متغييرات قد حصلت في موازين القوى في سوريا “ضعف أيران” « عدو تركيا في سوريا» نتيجة الأحداث في غزة ولبنان، وانخفاض نشاط روسيا لأنشغالها بالحرب مع أوكرانيا، فيما ترى أنقرة وحدها، أن عليها استغلال التحالفات الاستراتيجية مع القوى الكبرى، وعلاقاتها مع أمريكا بعد عودة ترامب مجدداً للبيت الابيض، ومستقبل الهياكل العسكرية الأمريكية في سوريا، ومن المتوقع على المستوى السياسي التركي، انسحاب امريكا من سوريا، وتكرار نفس قرارات عام 2018 الخاصة بأنسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وأشراك منظمة قسد الإرهابية في حلول التسوية، وإيجاد حل حكومي لها، وعلى مايبدوا أن أنقرة كثفت مشاواراتها مع الامريكان بهذا الخصوص، لربط الحلقات الأمنية في سوريا بيد تركيا وتقويتها أكثر فأكثر، وتقديم أردوغان كخليفة للمسلمين في الشرق الاوسط، من جانب، والحد من التواجد الإيراني والفصائل المرتبطة بها من جانب آخر.
▪️ الخلاصة.
العلاقات الإيرانية الروسية، علاقات راسخة وقوية، وقائمة على قواعد ثابتة، وتخيلات تركيا، بأن التفاهمات مع روسيا، بخصوص التواجد الإيراني في سوريا، ممكن أن تنجح تعد “ضرب من الخيال” والميدان أو الحلول والتفاهمات الدبلوماسية البعيده عن أحلام “أنقرة وتل أبيب” هي من ستحسم النزاع في سوريا.
وبكيف الله.