سوريا ما بعد الأسد وموقع القضية الفلسطينية في اجندت السلطة القادمة 

إب نيوز ٩ جمادي الآخر

محمد صالح حاتم.

شهدت سوريا احداثا متسارعة خلال الاسبوع الماضي، بعد توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، حيث بدأت الجماعات والفصائل المسلحة في سوريا شن هجمات عسكرية مكثفة نتج عنها احتلال المدن السورية الواحدة تلو الآخر في مشهد درماتيكي متسارع حتى وصلت هذه الجماعات إلى دمشق يوم 8 ديسمبر والتي معها اعلن نهاية حكم عائلة الاسد التي استمر اكثر من خمسين عاما..

السؤال الذي يبحث عن إجابة كيف سقطت دمشق وانتهاء حكم الأسد ؟

من خلال تسارع الاحداث التي لم تتح الوقت للتحليل والتنبؤ ماذا بعد.؟

لكن من خلال المعطيات نراء أن بشار الاسد ارتكب اخطاء فادحة سارعت في نهايته بشكل غير متوقع ومنها أنه اعتمد على القوات الخارجية في الدفاع عن سوريا ومنها القوات الروسية والايرانية ومقاتلين من حزب الله،هذه القوات اصبح لها قواعد ونقاط داخل الاراضي السورية.

ثانيا: تهميش الجيش السوري مع ما حلّ به من خسائر في القوى البشرية والعتاد خلال السنوات الماضية ،وهروب القيادة والجنود من الحيش السوري،مع تدني في المرتبات وتدهور الاوضاع الاقتصادية كل هذا عمل على نزع العقيدة القتالية لدى افراد الجيش السوري وهذا ما رايناه خلال المعارك الاخيرة عندما كانت القوات المسلحة السورية تسلم مواقعها وتنسحب منها بدون مقاومة.

ثالثاً: منذ اندلاع معركة طوفان الاقصى واسرائيل تقصف سوريا ليل نهار سواء بالصواريخ او الطيران الحربي، وتستهدف مطار دمشق وتستهدف خبراء ومستشارين من حزب الله وايران ومنها استهداف القنصلية الايرانية في دمشق ،ولم يقوم الجيش السوري بالرد من باب الدفاع عن النفس ،بل ظل يستنكر ويدين ويندد، كل هذا جعل بشار الاسد يفقد مكانتها وشعبيته في سوريا وفي محور المقاومة. رغم دوره في دعم المقاومة بالسلاح سواء في فلسطين أو لبنان، ناهيك عن تدهور الاوضاع الاقتصادية في البلاد. كل هذا عجل في نهاية بشار الاسد.

خلال معركة طوفان الاقصى كانت لسوريا دور في امداد المقاومة بالسلاح سواء في غزة او حزب الله، وهذا جعل امريكا واسرائيل تعمل جاهدة على قطع الطريق الذي يمر منه السلاح والذي يمر عبر سوريا

 ،عندها اتفق المجتمع الدولي ومنهم روسيا التي وافقت على قطع السلاح عن حماس وحزب الله،وهذا يتطلب انهاء حقبة بشار الاسد.وقد شهدنا عدم تدخل القوات الروسية في الدفاع عن سوريا.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ماذا بعد بشار الاسد؟

مع بزوغ فجر يوم 8 ديسمبر تم طي صفحة حكم الأسد الذي استمر اكثر من نصف قرن، اليوم بعد سيطرة الجماعات والفصائل المسلحة في سوريا على البلاد والتي يصل عددها اكثر من 35 جماعة وفصيل مسلح معظمها من عدة جنسيات طاجيك، اوزبك، اتراك، شيشان، وعرب من عدة دول، وكلها لها افكار وايديولوجيا مختلفة عن الاخرى.

عندما اجتمعت دول المعنية بسوريا في الدوحة اتفقوا على طي صفحة حكم الأسد مقابل ضمان بقاء القواعد الروسية في حميميم وطرطوس، وان تسلم الحكومة السورية برئاسة الجلالي لحكومة مؤقته وهذا ما تمثل في محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ في ادلب.

المستفيد الاكبر هي اسرائيل وقد شاهدنا نتينياهو يعلن من الجولان أنهم شاركوا بشكل كبير في القضاء على بشار الاسد، واعلن انهاء العمل بمايسمى المنطقة العازلة في الجولان، وقد امر جيشة بالدخول واحتلال المنطقة العازلة وهذا ما حدث، كما شاهدنا الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف دمشق ومنها معامل الابحاث العلمية.

فالوضع بعد حكم الأسد لن يكون افضل من ليبيا، ولا احسن من العراق، فلايهمنا من يحكم، بقدر ما يهمنا مستقبل سوريا، وأمنها واستقرارها،و موقف من سيحكم سوريا من القضية المركزية فلسطين،خاصة أن هذه الجماعات والفصائل تخضع لامريكا واسرائيل وتتلقى الدعم منها، وتعمل على تنفيذ مخططاتها ومشاريعها.

You might also like