‏حميرٌ في جلود أسود

إب نيوز ١٠ جمادي الآخر

كامل المعمري

ثوراتُ الإخوان تأتي كالريح العاتية، تهبّ وتُثير الرمال ثم ما تلبث أن تتبدد، كأوهام تطير بعيدا عن الحقيقة، تبحث عن مكان تختبئ فيه لتتلاشى سريعا.

ما إن يصلون إلى سدة الحكم حتى تسقطُ أحلامهم وتتهدم كما تهدمُ قلاع الرمال تحت ضربات الرياح. ولاءهم، في الأعماق، ليس للوطن، بل للجماعة التي تعيش في ظلالها، تحركهم كما يشاء، وتسحبهم حيثما تشاء.

هم، في سبيلِ السلطة، لا يترددون في التلوُّن، فيتخذون من الأمريكي صديقا و يركضون خلفه كما يركضُ الكلبُ وراء عظمٍ لا يعرف كيف يمسكه.

تجدهم بارعون في سرد القصص التي لا علاقة لها بالواقع،مثل تلك التي كانت علامة من السماء حينما نزلت الملائكة تصلي معهم في الساحة وتمتمت بالقول “انتم المؤمنون حقا”ثم تجد من يأخذون ذلك على محمل الجد من انصارهم!

يستعرضون رؤاهم المزعومة في المنام ويقولون” ان النبي صلى بهم برفقة قائدهم ” كأن السماء قد افتتحت لهم أبوابها

وفي إعلامهم، ترى الألسن تُحمدُ لله على حاكم يصلي الفجر، وكان متكئا فجلس يرنوا الى قطة كانت تلتمس منه البركة… !!

كأن الصلاة هي وحدها المقاييس التي تنبني عليها الحقائق، بينما من يعارضهم، ولو كان الحقّ معه، يصبح زعمتم

رهم كافرا، وحين تحدثهم عن فلسطين، تراهم يغرقون في عالم من الأحلام، يظنون أن التحرير يأتي على أجنحة رؤاهم، بينما على الأرض يظل الواقع يعصرهم في قبضته.

هاكم اليوم يقصف العدو الاسرائيلي سوريا، ويتوسع في احتلال المزيد من الاراضي السورية!! اين انتم يا مؤمنين الم تشهد الملائمة لكم بالايمان كما زعمتم؟

هاهم يصمتون، ينتظرون أن يظهروا أمام أمريكا معتدلين، يبررون خنوعهم، لا يريدون أن يرفعوا صوتهم ضد إسرائيل، كما لو أن المساومة على الأرض أشرف من كلمة الحق

هكذا هم، يعيشون في خديعة يصنعونها لأنفسهم!!

إنهم ياصاح حميرٌ في جلود أسود يتنقلون بأقدام ثقيلة بين الشعارات والتناقضات، يحاولون أن يُلبسوا أنفسهم عباءة الثوار بينما لا يملكون من الثورة إلا اسمها، جلودٌ تلمع تحت الضوء، وأرواح معلقة في أوهام أكبر من قدراتهم يظهرون في أبهى صورهم، يصفق لهم من حولهم، لكن سرعان ما يتكشف القناع ليظهر ما تحت الجلود، كائنات يحركها الغرب كيفما يشاء

You might also like