خطاب السيد الحوثي: استنهاض الأمة لمواجهة العدو الصهيوني وأدواته
كامل المعمري –
كصرخة مدوية تستنهض ضمير الأمة الإسلامية والعربية، وفي وقت تواجه فيه أعظم التحديات على مختلف المستويات خاطب السيد القائد الشعوب والأنظمة والأطياف المختلفة في الامة، واضعا الحقائق أمام الجميع دون مواربة، وموجها رسائل عميقة تتناول جوهر الصراع الذي تعيشه الأمة، والخيارات التي يتعين اتخاذها لمواجهة الأخطار المحدقة.
في كلماته التي تحمل وضوحا وصراحة، وضع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي إصبعه على الجرح العميق الذي تعاني منه الأمة الإسلامية، حيث أشار إلى تناقض صارخ في مواقف أولئك الذين يخدمون المشروع الأمريكي والإسرائيلي هؤلاء، كما وصفهم يتجهون بذل واستكانة نحو العدو الإسرائيلي، خاضعين لإملاءاته وخططه، بينما يظهرون عزّة مزيفة واستعلاءً على شعوب الأمة نفسها.
هذا النفاق السياسي والديني يعكس واقعا مريرا تعيشه بعض الأنظمة والجهات التي تبرر خضوعها للعدو الإسرائيلي تحت مسميات وذرائع واهية، بينما تستخدم نفس الأدوات – من فتاوى دينية وخطابات إعلامية وتحركات سياسية – لاضطهاد شعوبها وشن حملات تحريضية ضد كل من يقف في وجه مشاريع الاستكبار. هؤلاء لا يكتفون بالخيانة تجاه القضية المركزية للأمة، بل يعملون على تشويه وعي الجماهير وقلب الأولويات، محولين البوصلة بعيداً عن العدو الحقيقي إلى صراعات داخلية تستنزف الأمة من الداخل.
خطاب السيد القائد كان صريحا ومباشرا، داعيا الأمة بكل أطيافها إلى توجيه أسلحتها، وتحريضها، وتعبئتها ضد العدو الإسرائيلي. لم يكن هذا النداء مجرد تعبير عن موقف سياسي، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى استنهاض الأمة من سباتها، وتجنيبها المزيد من التآكل الداخلي الذي يخدم مخططات الأعداء فبدلا من استنزاف الطاقات في صراعات عبثية داخلية، دعا السيد القائد إلى توجيه هذه الطاقات نحو مواجهة الخطر الحقيقي الذي يهدد وجود الأمة
لقد جاء خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليضع النقاط على الحروف ويكشف عن حجم التحديات التي تواجهها الأمة مقدما رؤية عميقة لما يجري في المنطقة، ومشددا على ضرورة استنهاض الأمة وتوجيه الجهود نحو العدو الحقيقي المتمثل بالكيان الصهيوني وحلفائه.
السيد الحوثي قدم تحليلا دقيقا للمخططات التي تهدف إلى تفتيت الأمة من الداخل وأشار بوضوح إلى أن التآمر على الأمة الإسلامية ليس مجرد اعتداء خارجي، بل هو مشروع متكامل يعتمد على خلق صراعات داخلية باسم الدين والمذهب، لتمزيق النسيج الاجتماعي وتحويل الطاقات نحو صراعات عبثية تخدم أهداف الاستكبار العالمي. في هذا السياق، دعا السيد القائد إلى الوحدة ورص الصفوف، مشددًا على أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى تحويل الأمة إلى أدوات في خدمته عبر بث الفرقة والتشكيك.
لقد كان خطاب السيد القائد دعوة صريحة لتحويل الغضب الداخلي إلى قوة موحدة في مواجهة العدو. توجيه السلاح والتحريض والتعبئة نحو العدو الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لاستعادة الكرامة والسيادة.
فالكيان الصهيوني، كما أوضح السيد القائد، لا يمثل تهديدا لدولة أو شعب بعينه، بل هو تهديد وجودي للأمة الإسلامية بأكملها كما ان تجاهل هذا العدو أو التواطؤ معه يعني المشاركة في مشروع استعباد الأمة وإضعافها.
أشار السيد القائد أيضا إلى الدور التخريبي الذي تلعبه بعض الأنظمة العربية في دعم وتمويل هذه المشاريع التآمرية.
هؤلاء الذين ارتضوا لأنفسهم دور العملاء للمشروع الأمريكي والإسرائيلي، باتوا خطرا على الأمة لا يقل عن خطر العدو الخارجي.
لقد حذر السيد من أن التخاذل أمام هذه الأنظمة، أو التغاضي عن جرائمها بحق الشعوب والمقاومين، هو بمثابة تواطؤ مع مخطط تدمير الأمة.
إن ما يميز خطاب السيد القائد هو وضوحه وحسمه في طرح المواقف لقد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية، مؤكدا أن الصمت أو الحياد في مواجهة العدو الإسرائيلي هو خيانة للدماء الطاهرة التي سالت دفاعا عن الأمة وقضاياها داعيا إلى تجاوز الخلافات المذهبية والقطرية، والعمل على بناء وحدة إسلامية صلبة تكون قادرة على مواجهة التحديات وإفشال مخططات الأعداء.
اليوم، الأمة الإسلامية أمام منعطف خطير يتطلب وضوحا في المواقف وشجاعة في المواجهة. كما قال السيد الحوثي والمعركة ليست فقط مع العدو الخارجي، بل مع كل من يسعى لتدمير الأمة من الداخل هذه المرحلة تتطلب وعيا جماعيا وإرادة قوية لتحويل هذا الوعي إلى مشروع عملي يعيد للأمة عزتها وكرامتها.
في حديثه العميق والمباشر، وجه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي رسالة صريحة وقوية إلى الجماعات التي سيطرت على سوريا، واضعا إياها أمام مسؤولية تاريخية تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر. كانت كلماته بمثابة تذكير صارخ بأن الشعارات والتكبيرات التي صدحت بها تلك الجماعات لا تكتمل مصداقيتها إلا إذا تحولت إلى أفعال في مواجهة العدو الحقيقي، الكيان الصهيوني.
> Ben M:
كم نتمنى أن تحضر التكبيرات والبنادق والسكاكين في مواجهة الجنود الإسرائيليين، هكذا قال السيد القائد، مستنهضا همم تلك الجماعات التي طالما رفعت رايات الجهاد، لكنها حتى الآن لم تتخذ موقفًا واضحا أو خطوات ملموسة تجاه العدوان الإسرائيلي الذي يمضي في استباحة الأرض السورية ويهدد أمن الأمة جمعاء. كان حديثه دعوة صريحة لإعادة توجيه البوصلة نحو المعركة الحقيقية، معركة الأمة ضد الكيان الغاصب، بعيدا عن صراعات داخلية أضعفت الأمة واستنزفت مقدراتها.
السيد القائد أكد أن هذه الجماعات تقف اليوم أمام اختبار حقيقي، اختبار يكشف مدى التزامها الفعلي بالقضية الفلسطينية وبحق الأمة في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الصهيوني فهذا العدوان ليس تهديدا لسوريا وحدها، بل هو جزء من مشروع استعماري يستهدف المنطقة بأسرها. من هنا، فإن الصمت أو التخاذل في مواجهة هذا العدو يعد تقصيرًا وخيانة لتضحيات الأمة ودماء شهدائها.
ختاما، خطاب السيد القائد ليس مجرد كلمات عابرة، بل هو نداء للأحرار في كل مكان إنه دعوة إلى التمسك بالكرامة والعدالة، ومواجهة الظلم والخيانة بكل الوسائل المتاحة. الأمة قادرة على استعادة مكانتها إذا ما توحدت صفوفها وتخلصت من أعباء الذل والتبعية
كما ان هذه الدعوة ليست مجرد خطاب تعبوي، بل هي خارطة طريق للأمة للخروج من دائرة الضياع والانقسام إنها دعوة للعودة إلى جذور الصراع الحقيقي، وإعادة ترتيب الأولويات بما يخدم مصالح الأمة ويحقق تطلعات شعوبها فالعدو الإسرائيلي، الذي يسعى جاهداً لإدامة حالة التشرذم، يدرك جيداً أن توحد الأمة حول قضيته هو أكبر تهديد لمخططاته. ومن هنا تأتي أهمية هذه الدعوة، التي يجب أن تتحول إلى برنامج عمل على مستوى كل دولة وكل شعب في هذه الأمة.