تكهنات .. أم سنن؟!
إب نيوز ١٣ جمادي الآخر
عبدالملك سام –
دعونا نتحدث عما يجري من أحداث، وأعدكم ألا أتكلم بكل ما أعلم حتى لا أثير مللكم أولا، وثانيا لأني لا أريد أن تعتقدوا بأني أهرف بما لا أعرف، وثالثا – وهو الأهم – أنه ليس كل ما يعرف يقال.. صح؟!
ذكرني خطاب السيد القائد الأخير بالأيام الخوالي، أيام ما كان الأشقياء لا يسمعون الكلام، وبعدها يبكون.. المهم أن هذا الخطاب برأيي خطاب لمرحلة جديدة، وهو ما سندركه جميعا خلال الفترة القادمة. الذي يهمنا هو أن المرحلة القادمة الغالب عليها أن كل حدث في الشمال – وأعني شمال الجزيرة العربية – سيقابله حدث معاكس له في الجنوب، وأننا كيمنيين – بإذن الله ورعايته – سنكون محط أنظار العالم وآماله ونحن نجني ثمار الصبر والصمود لسنوات عجاف بعد الأستضعاف الذي عانينا منه، وسيتفاجئ الجميع مما سيأتي من أحداث.
بصراحة.. لا شيء أصعب على الكاتب من التكهنات، ولكن ما نتحدث عنه الآن ليس تكهنات فقط بل سنن الهية وكونية أثبتت صحتها دروس التاريخ وما يحدث من متغيرات اليوم.. مثلا، عودة ترامب والتي تثبت أن أكبر امبراطورية للشر في العالم لم يعد فيها رجال، وهي تتجه للهاوية، فعندما تبدأ بناء دولتك بقتل الملايين من السكان الأصليين، ثم تواصل مشوارك بالشر والعدوان والنهب، فمن المؤكد أن أعدائك سيزدادون عاما بعد آخر، ونهاية الظلم وشيكة خاصة بعد أن يصل بك المآل لأن يتولى سدة الحكم في بلدك شخص تافه ومغرور كترامب!
ثم هناك الأنهيار الأخلاقي والسياسي الذي تجلى بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ورأينا بأم أعيننا ما وصل إليه الحال في دول عربية وإسلامية التي تحولت إلى مراقص ودعارة أكثر من بلدان سافلة وشاذة منذ عقود! سقوط أخلاقي ومجتمعي وسياسي واقتصادي يترافق مع مشاكل وأزمات غير مسبوقة تجعلها هدفا للعقوبة الإلهية.
ثم هناك العلو الذي وصل إليه الكيان الإسرائيلي ابن الحرام، وهو تجلي آخر لما تحدث عنه القرآن الكريم بشكل قاطع، ونحن في مرحلة تكشفت فيه الحقائق بشكل لا يمكن لأحد أن يدعي بعده أنه لم يكن يعلم بها، وهذا ما يزيدنا يقينا بأن الأمور تتجه نحو الأنفراج بإذن الله؛ فما طار طير وأرتفع إلا كما طار وقع، خاصة لو كان “طير” سافل وحقير.
سنن وتجليات من المؤكد أنها تدفعنا للتمسك أكثر بالطريق الذي نحن فيه، إلا أنه يتبقى لنا سنة واحدة لابد أن نضعها نصب أعيننا، ألا وهي أن من سنن الله سبحانه أيضا أنه لا يمنح النصر لقاصري الإيمان والوعي، وكما أنه سرد لنا أمثله كثيرة لمن يمنحهم نصره، إلا أنه أيضا تحدث عن الإبتلاءات التي سبقت هذا النصر الذي يمنحه لمن يستحقون، حتى لو كانوا أقل عددا وعتاد، ولنا في قصة نهر طالوت عبرة.
إذا العدد والعدة ليست سببا لنصر الله، وهذا ما يجعلنا مطمئنين ولو واجهنا العالم كله ولو كنا فقراء وعددنا قليل.. لكن يجب أن ندرك أن من يتقاعسون، وأختاروا أن يتهربوا من المسئولية فستكون النتائج عليهم (……) كما عرفنا وشاهدنا وسنشاهد!
من ينتصرون هم من يتحركون، ومن يؤمنون ويعون، ومن يستعدون بما هو متاح في أيديهم، ومن يثقون بالله وعدالة قضيتهم، ومن لا يرتمون تحت أقدام أعداء الله، ومن لا يتحركون إلا وفق رؤية قرآنية واضحة.. عندها يكون مستحقون للنصر الالهي لا محالة، وسيشفي الله صدورهم ويمنحهم العزة والكرامة والرفعة بإذن الله، والعاقبة بدون شك للمتقين.