سقوط آخر الأقنعة على وجه هُبَلْ .
إب نيوز 5 يناير 2017
بقلم / الشيخ عبد المنان السنبلي
لم يكن أحدٌ يتصور أنه بذلك القُبح و البشاعة، كُنّا نظنهُ جميلاً كجمال عباءته و عقاله و مظهر وجهه الخارجي، فلم نكن نحتكم إلا إليه و لا نأتمر إلا بأمره و لا نيمّم وجوهنا إلا شطره، و كلما سقط قناعٌ من على وجهه ظهر لنا بوجهٍ آخر أكثر جمالاً و رونقاً، فيلتبس علينا الأمر و لا نملك بعدها إلا أن نحسن الظن به !
و فجأةً سقط آخر الأقنعة و إنفرط عقد الحقيقة، و ظهرت صورة هُبَل على هيئته الأصلية و كانت الفاجعة الكبرى !!
فإذا بالوجه الذي كانت تتناوب عليه كل أضواء البشاشة و البِشْر يتجلى عن تجاعيد حقدٍ راكمته السنون، و إذا بتلك الإبتسامات العريضات التي كانت تُزيّن فاه تتبدّى عن أنيابٍ تقطرُ دماً و لحما، و تلك اليدِ التي كنا نراها تُوّزع أغصان الزيتون يمنَةً و يسرة إذا بها أسفرت عن خناجرٍ مسمومةٍ غائصةٍ في خاصرة الأمة من الخلف !!
كنا إلى ما قبل عامين نعذره إذا ما صرخت عجوزٌ فلسطينية ( وا معتصماه .. وا إسلاماه )، فمن أين له السلاح و العتاد ؟! فهو لا يملك السلاح و لا يُصَنّعه، و لم نكن نعلم أن سلاح الدنيا كلها في مخازنه !!
كُنّا إلى ما قبل عامين أيضاً لا نُعاتبه أو نحاسبه إذا ما تعثرت بغلةٌ في أرض العراق أو الشام أو مصر أو اليمن أو حتى داخل المملكة، فهو بالكاد لا يملك من المال إلا ما يكفي تسيير شئون مملكته و تغطية نفقاته و سفرياته الإستجمامية الخاصة و المتواضعة، و لم نكن نعلم أن كنوز الأرض قد حيزت له حتى أُتخِمت من وفرتها بنوك و مصارف الشرق و الغرب !!
كُنّا إلى ما قبل عامين لا نعلم أن هُبَلاً لم يكن إلا صنماً ناطقاً و متحركا و أن توقيرنا و إحترامنا له لم يكن إلا خدعةً كبرى لنا بفعل تلك الأقنعة التي ظل يرتديها مخفياً وجهه القبيح و نفسه المريضة حتى سقط آخر أقنعته الزائفة و المتجلية عن تاريخٍ من الحقد على كل ما هو مسلمٌ و عربي !
إلا أن عزائنا في ذلك هو ما أصبحنا ندركه اليوم و نعلمه علم اليقين من أننا حتماً و قدراً سنحطّمه كما حطّم أجدادنا الأقدمون جده هُبَل الأول و أن يوم الفتح قد بات بإذن الله قريباً..قريباً جداً، و إن غداً لناظرهِ قريبُ .
#معركة_القواصم