الاخوان المسلمين في سوريا والتحالفات المستقبلية..!!
إب نيوز ١٤ جمادي الآخر
غيث العبيدي
الواضح من المستقبل السياسي السوري لحد هذه اللحظة، هو أنه سيضم جميع التنظيمات الإرهابية المتحالفة ضد نظام بشار الاسد، ومن المستحيل استثناء ”الجماعة الإخوانية“ منهم بل سيكونون رأس حربة تلك التنظيمات، ولا توجد ضمانات على نجاح النموذج السوري الإخواني، بوصفهم الفاعل الأهم في سقوط الدولة السورية، حتى يعيدوا تشكيل أنفسهم ويرتبوا أولوياتهم بوضوح أكثر، ويعلنوا موقفهم الرسمي والنهائي من إسرائيل، من دون أبهام أو غموض وخالي من الشكوك، حتى يدركوا المساحة السياسية التي يمكنهم التحكم فيها، والتى ستؤهلهم لتمركز القيادة بأيديهم من عدمها.
▪️ الاخوان والرسائل المطمئنة لإسرائيل.
بضمائر مستريحة أرسلت الجماعة الإخوانية السورية، بعد أن عاد الامر إليهم في دمشق، جملة رسائل لإسرائيل، وجميعها ودوده مع الصهاينة، ومخاصمة لأعدائهم، وتصب في صالح الأمن القومي الإسرائيلي، لا خلاف سياسي معهم مستقبلا، ولا عداء، لا قيود على تحركاتهم في سوريا، ولا تدبير، وأعتبر الإخوان في سوريا أن إسرائيل ليست من معركتهم، ولن «التي تفيد النفي بالمستقبل» يخوضوا صراع معها، علما أن جميع الأطراف التي أطاحت بالنظام السوري السابق تريد ”سوريا مختلفة“ وعلى رأسهم اسرائيل، فكيف لسوريا ما بعد الأسد أن تكون مختلفة ؟! وما نوع ذلك الاختلاف؟!
▪️ تركيا وصناعة نموذج إخواني متطور في سوريا.
الرؤية السياسية الاردوغانية، المقبولة والمرحب بها أمريكيآ، تجاه هيئة تحرير الشام، هو إحضارها إلى الحياة المدنية، على أن لا يتعدى نطاق عملها في الوقت الراهن الحالة السورية، وتنظيفها إلى حدآ ما من براثن التشدد، وصناعة نموذج إخواني متطور، لا يهتم كثيراً ”لحالات الجهاد“ المعتمد عند تنظيم الإخوانية الدولي، وتعديلها وقصقصة أطرافها الملوثه، وبناء شبكة مصالح جديدة لها، تتماشى مع مصالح تركيا وامريكا واسرائيل الاقليمية، وانشاء خطاب براغماتي يظهرها بمظهر الوطنية، التي تريد بناء دولة وطنية موحدة.
وكل هذه التدويرات والتحويرات والتلوينات والتلميعات، لهيئة تحرير الشام الإرهابية، وشخص محمد الجولاني، وإسقاط صورة الإرهاب والدعشنة عنه، وتحويله إلى صورة إخوانية مدنية متطورة !! حتى تتماهى سوريا تحت أمرته، مع المشاريع الاستراتيجية للثالوث أعلاه في المنطقة، وتمهيدآ لإحياء تحالف ”الإخوان ـ اليسار“ العالمي ضد الدول والشعوب العربية، ونجاح ذلك يتعلق بالتحكم العميق، وقدرة السيطرة الأمريكية التركية، على بقية الفصائل الإرهابية في سوريا.
وبكيف الله.