تهديد إسرائيلي بشن هجوم واسع على اليمن.. القوات اليمنية تضاعف العمليات النوعية المساندة لغزة .
إب نيوز ١٤جمادي الآخر .
نوال النونو .
تعصف بالمنطقة أحداث دراماتيكية متسارعة في ظل المخططات الأمريكية الإسرائيلية لتدمير محور المقاومة وتأسيس الشرق الأوسط الجديد.
وأمام الأحداث المفاجئة بسوريا، ظهر مجرم الحرب نتنياهو من أعلى مرتفعات الجولان ليتحدث عن هذه اللحظة التاريخية التي تصب لصالح العدو، مرسلاً تحذيراته لليمن، بأن الكيان على استعداد لشن هجوم واسع عليه
هذا التصريح جاء بعد سلسلة من التصريحات لمسؤولين صهاينة يتوعدون اليمن بالتصعيد على خلفية وقوفه الثابت مع القضية الفلسطينية واسناد المظلومين في غزة.
ويقول مدير تحرير صحيفة “المسيرة” اليومية أحمد داود إن القيادة اليمنية تأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد، وهي تعمل لها كل الحسابات، مشيراً إلى أن العدو الاسرائيلي سبق وأن نفذ غارات جوية استهدفت محافظة الحديدة غربي اليمن، ودمرت منشآت نفطية، واستشهد وأصيب على إثرها عدد من اليمنيين.
ويرى أن ما يعيق الكيان المؤقت من تنفيذ هذه الضربات، هي مجموعة من العوامل المتداخلة مع بعضها، وفي مقدمتها صلابة القيادة اليمنية، وعدم تخوفها من أي عدوان صهيوني، إضافة إلى قدرتها على الرد، وكذلك البعد الجغرافي بين اليمن وفلسطين المحتلة، وعدم فتح الأجواء السعودية للكيان لضرب اليمن، موضحاً أن الأحداث قد تتجه بالفعل إلى التصعيد وأن الإسرائيلي يبحث عن الوسيلة المناسبة لاستهداف اليمن، بعد فشل العدوان الأمريكي البريطاني عليه.
ضربات يمانية في قلب العدو
بالنسبة للقيادة اليمنية، فإنها تتعاطى مع التهديد الإسرائيلي بالمزيد من توجيه الضربات النوعية، في رسالة لها الكثير من الدلالات، وفي مقدمتها عدم الخشية من التحذيرات الإسرائيلية.
وخلال الأسبوع الماضي، نفذت القوات المسلحة اليمنية سلسلة من العمليات النوعية طالت أهدافاً أمريكية وإسرائيلية، حيث تمكنت طائرة مسيرة يمنية الأحد الماضي من اختراق منظومة الدفاعات الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي، وضربت هدفاً حيوياً في منطقة “يفنة” في أسدود جنوبي “تل أبيب”، حيث كان للعملية أصداء واسعة داخل الكيان، لا سيما وأنه تم توثيقها بالصوت والصورة، وشوهدت الطائرة المسيرة وهي تصطدم بمبنى سكني مكون من عدة طوابق، وأحدثت أضراراً بالغة فيه.
وبعد يومين فقط نفذت القوات المسلحة اليمنية عدة عمليات نوعية، حيث استهدفت مدمرتين أمريكيتين في خليج عدن، و3 سفن إمداد أمريكية بعد خروجهن من ميناء جيبوتي، في حين استهدفت مواقع حيوية في “عسقلان” و”تل أبيب” بالطائرات المسيرة.
وتشدد القوات المسلحة اليمنية على أن هذه العمليات تأتي كإسناد للشعب الفلسطيني، وأنها لن تتوقف حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة.
هذا التصعيد، واللامبالاة للتهديدات الإسرائيلية، يؤكد على جهوزية القوات المسلحة اليمنية لأي مستجد، وأن اليمنيين لا يخافون، وليس لديهم حسابات ربح وخسارة.
وعاودت وسائل الإعلام الإسرائيلية الحديث عن خطورة جبهة الإسناد اليمنية الاستثنائية وصعوبة التعامل معها، بعد تجريب العدوان المباشر على اليمن والاستعانة بأمريكا والغرب، بدون أي جدوى.
ونشرت صحيفة “معاريف” العبرية، الثلاثاء الماضي، تقريراً حمل عنوان “رجال اليمن ليسوا خائفين.. لقد أصبح الحوثيون الجبهة الرائدة ضد إسرائيل” حسب وصفها.
وجاء في التقرير أن “الطائرة المسيرة التي أطلقت من اليمن، وأصابت مبنى في (يفنه) هي مؤشر آخر على أن قيادة الحوثيين في اليمن ستواصل النضال ضد إسرائيل بأي ثمن، حتى تنتهي الحملة في غزة على الأقل”.
ووفقاً للصحيفة فإنه “يجب التأكيد على أن إطلاق الطائرة بدون طيار ليس حدثاً معزولاً، ففي الآونة الأخيرة، أطلق الحوثيون عدداً من صواريخ أرض-أرض ضد إسرائيل، وعلى الرغم من الهجمات التي تشنها إسرائيل في محيط ميناء الحديدة، إلا أنهم يواصلون مهاجمة الوجود البحري الأمريكي في منطقة مضيق باب المندب، وإسقاط طائرات أمريكية بدون طيار، تعمل بشكل مستمر من أجل الكشف عن نيرانهم”.
واعتبرت الصحيفة أن نشاط القوات المسلحة اليمنية “ملفت بشكل خاص” في ظل وقف إطلاق النار مع جبهة حزب الله، حيث كان العدو يأمل كما يبدو أن تتوقف أو تتباطأ بقية جبهات الإسناد، وعلى رأسها اليمن.
وقالت إنه “من الناحية العملية، أصبح الحوثيون يقودون جهود المحور في مواجهة إسرائيل” حسب تعبيرها، مشيرة إلى أن النشاط المتزايد للقوات المسلحة اليمنية يضعها في “مكانة رئيسية داخل المحور” ويجعلها “عاملاً عسكرياً يجب أخذه بعين الاعتبار على المستويين الإقليمي والدولي”.
ووفقاً للصحيفة فإن “المشكلة الرئيسية في التحرك ضد الحوثيين، هي عدم قدرة إسرائيل أو الولايات المتحدة على ردعهم عن مواصلة نشاطهم، وعلاوة على ذلك، يبدو أن هذا التحرك يسرع نشاط الحوثيين في الواقع تجاه السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب أو تجاه إسرائيل”.
ويشير هذا التناول إلى أن جبهة الإسناد اليمنية تجبر العدو بشكل متزايد على مواجهة مأزق مزعج جداً، حيث أثبتت كل الحلول المباشرة وغير المباشرة عدم جدواها في التعامل معه، وهو أن جبهة الإسناد اليمنية لا يمكن إيقافها، وليس ذلك فحسب، بل إن قدرات هذه الجبهة وخطورتها تتزايد باستمرار، ونطاق عملياتها يتسع مع كل محاولة فاشلة جديدة لوقفها، الأمر الذي يبقي الكيان الصهيوني تحت تهديد أمني واقتصادي مستمر ومتعاظم.
تحريك ورقة مرتزقة اليمن
وفي ظل المأزق الأمريكي البريطاني الإسرائيلي في التعامل مع الجبهة اليمنية المساندة لغزة، فإن هناك من يطرح وبقوة تحريك المرتزقة اليمنيين لفتح جبهات قتال مع قوات صنعاء، مستغلين نشوة انتصار الجماعات التكفيرية في سوريا.
وفي هذا السياق يؤكد قائد حراس الجمهورية رجل الإمارات في اليمن العميد طارق محمد عبد الله صالح أن قواته على أهبة الاستعداد لمهاجمة “الحوثيين” والقضاء على التمدد الإيراني في اليمن بحسب تعبيره، في حين يطالب قادة الإخوان المسلمين في اليمن السعودية والإمارات لمساعدتهم في شن هجوم واسع على صنعاء، وطرد “الحوثيين” منها كما يقولون.
ويتضح هنا مدى التماهي بين أدوات السعودية والإمارات من المرتزقة اليمنيين، والنوايا الإسرائيلية في الهجوم الواسع على اليمن، بغية إلحاق الهزيمة بالقوات المسلحة اليمنية، ومنعها من مساندة غزة.
لكن الرهان في هذا الجانب، يتمثل في الجانبين السعودي والإماراتي، ومدى استعدادهما لإعادة فتح الجبهات في اليمن بعد توقف دام لأكثر من عام، جراء هدنة معلنة.
والواقع أن ما يخيف السعودية والإمارات، هي القدرات العسكرية المتطورة “لأنصار الله”، وامتلاكهم لصواريخ فرط صوتية، الأمر الذي يضع السعودية والإمارات في دائرة الخطر، إذا ما تم فتح جبهة جديدة، أو إشعال الحرب من جديد، فاليمنيون لن يترددوا على الإطلاق في توجيه أقسى الضربات صوب المنشآت النفطية والحيوية في الرياض وأبو ظبي ودبي، وإلحاق أضرار اقتصادية فادحة بهما، ولهذا تظل حسابات الأعداء أمام الجبهة اليمنية معقدة وحائرة، في حين يمضي اليمن عبر قواته المسلحة في توجيه الضربات النوعية ضد الأمريكيين والإسرائيليين وهو لا يبالي.