السردية الإسرائيلية والحرب الوجودية وفكرة لمن البقاء؟!!
إب نيوز ١٨ جمادي الآخر
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
بعد طوفان الأقصى ووحدة ساحات محور المقاومة، أختلف الإسرائيليون فيما بينهم، في الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية، حول تفسيرها، هل أنها فعلا ”الحرب الحقيقية“ التي تهدد الوجود الإسرائيلي؟ حتى ذهبوا الى عجن أصلها وتفغيص مقلوبها بطرق مختلفة، لكنها دائما ما تنتهي بسؤال مركب.. هل أن إسرائيل فعلا مازالت على قيد الحياة؟ وهل تستطيع الاستمرار بالتنفس إلى أكثر من هذا الوقت؟
ومنذ اليوم الأول للحرب على قطاع غزة، وضع ”النتن ياهو“ خططه الحربية الشمولية ونفذها بوحشية تامة، وكما هو واضح ومنقول عبر كل الوسائل الإعلامية ”المرئية والمسموعة والمقروءة“ إلا أن غير المتداول في كل تلك الأحداث هي أن تلك الخطط موضوعه ”للحرب قبل الحرب“ وغير قابلة للتقييم، وكأنه يخاف من أمرآ ما واقع عليهم لا محالة، بدلالة أنه فعل في لبنان مثلما فعل في غزة، المزيد من التوحش العابر لجغرافية كل من غزة الفلسطينية والضاحية اللبنانية، وترشيح مناطق جديدة ومؤهلة لنقل التوحش إليها، وهذا ماحصل فعلا بعد الهدنه بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني، أنتقل التوحش بصورة مفاجئة ومباغتة لسوريا، لتتحول من دولة معتبرة، لدولة خارجه عن التفكير والاعتبار، وبمسارات كارثية بعيدة كل البعد عن المفاهيم الانسانية، للتصبح سوريا بعد أن كانت أحد أهم الدول المانعة للتمدد الإسرائيلي، لموقع صهيوني متقدم، تدافع فيها إسرائيل عن إسرائيل بأيدي غير اسرائيلية، ولتحقق فيها أمرين..
🔹 ترتيب أمور ومعلومات جديدة في النشاط الفكري الإسرائيلي، متعلقة ”بفكرة الزوال“ بعد أن بدأ اليأس يزحف في الأوساط الاجتماعية الإسرائيلية، وتصحيح الاستنتاجات المتعلقه بها.
🔹 دعوة الإسرائيليين للتأمل والتفكر والتدبر والاستنتاج، وترسيخ حتمية بقائهم وزوال اعدائهم، في الفكر الصهيوني الجديد.
وعلى مايبدوا أن مثلما أتفق سابقاً المجتمع الدولي، الغربي والشرقي على حدآ سواء، على ولادة الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية عام 1948، أتفقوا هذه المرة بعد أكثر من 75 سنة على أن لا يزول، وحينما قال النتن ياهو« سأجتهد كي تبلغ اسرائيل ميلادها المئة» كان قاصداً أن مقاومة الزوال يجب أن تكون هستيرية، ولا تتحق الا بالمبالغة بالتمدد، حتى وإن كان عن طريق استخدام أطراف قتالية وحكومات أخرى بالإنابة، لتقوم بالمهات التي يجب على الإسرائيليين القيام بها، لتفكيك «قوة الشيعة» التي تشكل خطراً عليهم وتدمير ترساناتهم التسليحية، والعمل على تأخير امتلاكهم القوة الكافية التي ستزيل إسرائيل من الوجود، وكل هذه الأحداث التي حدثت وستحدث لاحقا هي عبارة عن؛ تعطيل مؤقت لأنهم يعرفون جيداً وبكل الاحوال، لا يمكن ايقاف الشيعة أو الغاء تنشيطهم، وبينهم وبين الزوال مسألة وقت لا اكثر.
وبكيف الله.