اليمن أم إسرائيل؟ من يملك مفتاح إعادة تشكيل ملامح الشرق الأوسط في المرحلة الحاسمة؟

إب نيوز ١٨ جمادي الآخر

كامل المعمري

‏من سيعيد رسم ملامح الشرق الأوسط في هذه المرحلة الحاسمة؟ هل الكيان الإسرائيلي، الذي يرى في سقوط سوريا من محور المقاومة بداية لفرصته في إعادة تشكيل المنطقة وفقا لرؤيته أم أن اليمن، الذي فرض معادلة عسكرية قوية في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن، سيكون هو القوة التي تفرض واقعا جديدا وتغير موازين القوى، متحديا أقوى أساطيل العالم بقيادة أمريكا وبريطانيا وغيرهما؟

‏إن السؤال حول من سيغير ملامح الشرق الأوسط بين الكيان الإسرائيلي واليمن؟

إذا أمعنا النظر في الواقع الإقليمي والتاريخي سنجد أن اليمن هو من يمسك بمفتاح التغيير، من خلال القوة العسكرية التي فرضها على مشهد الصراع.

إسرائيل، التي تعلن باستمرار عن نواياها في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية، ترى في انهيار سوريا من محور المقاومة نقطة تحول مهمة في مسار هذا التغيير. من وجهة نظر إسرائيل، فإن سقوط سوريا التي كانت تشكل أحد أهم أعمدة المقاومة ضد الهيمنة الغربية والصهيونية يمثل بداية نهاية النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام إعادة تشكيل المنطقة وفقًا للرؤية الإسرائيلية.

 لكن، ورغم ذلك، يبقى السؤال هل هذا التغيير سيحصل بالفعل أم أنه مجرد وهم يتغذى على نزعات القوة؟ لأن الواقع يظهر أن سقوط سوريا لا يعني بالضرورة نهاية المقاومة أو سقوط المحور الذي تنتمي إليه.

في المقابل اليمن أثبت أنه فاعلا رئيسيا في إعادة صياغة معادلات القوة في منطقة البحر الأحمر، حيث نجح في فرض معادلة عسكرية قوية تحدت هيمنة أقوى أساطيل العالم، بقيادة أمريكا وبريطانيا قدرة القوات المسلحة اليمنية على ضرب حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر والعربي وما تبع ذلك من تأثيرات استراتيجية جعلت اليمن فاعلا لا يمكن تجاهله في إعادة تشكيل موازين القوى

فقد تمكن من فرض وجوده العسكري في خليج عدن والبحر الأحمر، والعربي وهي مناطق حيوية تعبر فيها أهم طرق التجارة العالمية.

وإذا كان التغيير في الشرق الأوسط يعتمد على من يملك القدرة على فرض معادلة عسكرية جديدة، فإن اليمن هو الأقدر على تحريك المياه الراكدة ولن يكون التغيير الذي تسعى إليه مرتبطا فقط بالمعركة ضد إسرائيل أو أمريكا، بل يتعلق بإعادة تشكيل المنطقة بشكل يشمل إضعاف الهياكل القديمة، وخلق تحالفات جديدة قد تكون أكثر مقاومة للهيمنة الغربية.

You might also like