أمريكا ضد اليمن.. تحالفان وَهزيمتان!!
إب نيوز ٦ يناير
دينا الرميمة ـ
منذ انطلاق عاصفة العدوان على اليمن التي أعلنت من واشنطن، تأكّـد اليمنيون أن الحرب عليهم هي حرب أمريكية، مستخدمة أدواتها لتنفيذها وتمويلها، لم يرَ اليمنيون أمامها من خيار إلا الصمود والمواجهة، واثقين بنصر الله، متيقنين أن رفضهم الاستسلام لا شك سيجعل أمريكا تأتيهم بنفسها لقتالهم ذات يوم!!
وعليه فقد كان لزاماً الاستعداد لهذه المعركة، بدءاً من تهيئة الناس ليكونوا في مستوى التحديات التي ستواجههم، وغرس الوعي بين أوساط الشعب اليمني حول خطر أمريكا وما تخططه مع الصهاينة للسيطرة على العقول قبل الأرض؛ الأمر الذي عمل عليه السيد عبدالملك الحوثي، من خلال محاضراته وخطاباته التي عززت قيم وتعاليم الإسلام الصحيحة، والثقافة القرآنية بما تحويه من مبادئ الولاء والبراء والثقة بالله وثقافة الجهاد والاستشهاد التي عمل العدوّ على تغييبها، ما جعل أبناء اليمن ينطلقون طواعية إلى معسكرات التجنيد، واستطاعت القيادة تشكيل جيش يمني ولاؤه لله والوطن بما يحمله من عقيدة إيمانية راسخة حول عدو الأُمَّــة وإرادَة لخوض معركة حدودها أبواب القدس والأقصى المأسورين بقيود الصهاينة.
خاض المعركةُ ببأس شديد وكان لطول أمدها أثرٌ في تطوير قدراته الدفاعية والهجومية، وصنع أسلحة عسكرية استطاعت أن تستل نصراً عظيماً لليمن وتوقف العدوان عليها.
سرعان ما انتقلت لتكون شريكة في معركة الفتح الموعود إسناداً لغزة، التي تتعرض لحرب إبادة صهيونية وخذلها العالم، واستطاع إلحاق الضرر الكبير بالكيان بحصاره الذي فرضه على السفن الصهيونية في البحار، وضرب العمق المحتلّ بالصواريخ والمسيّرات اليمنية الصنع؛ ما جعل أمريكا تأتي بقضها وقضيضها لرفع الضر اليمني عن حليفتها “إسرائيل” وَأَيْـضًا ثائرة لنفسها من الهزيمة التي ألحقتها اليمن بأدواتها في المنطقة خلال سنوات عدوانهم العشر.
فكانت المعركة التي توقعها اليمنيون وتمنوِّهًا ليكونوا وجهًا لوجه مع أمريكا؛ ثأرًا لأنفسهم ولأرضهم التي لا تزال أمريكا تقف حجر عثرة في وجه اتّفاق السلام.
وبذاكرة مثقوبة أنشأت أمريكا تحالفاً دوليًّا يشرعن عسكرتها للمياه الإقليمية اليمنية وحاملات طائراتها ومدمّـراتها الأكثر شهرة في العالم، ظناً أن ذلك سيخيف اليمن ويغل يدها عن إسناد غزة؛ وهو ما رفضته اليمن مواصِلةً معركتها غير آبهة بما جاءت به أمريكا من حقد وحرب على أطلال حرب لم تنتهِ بعدُ، وواجهتها اليمن بتحد كبير وإرادَة كسرت الغرور الأمريكي وألحقت الفشل والهزيمة بحاملات طائراتها بما تحمله من جيش ومعدات وتكنولوجيا حديثة، عجزت عن التصدي للصواريخ والمسيّرات اليمنية وفرت منها هاربة واحدة تلو الأُخرى، ومع رفض حكومة نتن ياهو إنهاء الحرب على غزة، واستمرار الدعم اليمني تطورت القدرات اليمنية حتى وصلت إلى الفرط صوتي وطائرات يافا المسيّرة، التي أصبحت تستهدف العمق المحتلّ بشكل يومي، مع عجز أنظمة الدفاع الصهيونية والأمريكية عن اعتراضها وأدخلت الكيان في فصل جديد من الصراع، جعل ملايين المستوطنين يعيشون رعباً، يقتلُ به بعضهم البعض، في دلالة على مستوى ما وصلت إليه اليمن من قوة ردع أفشلت عمليات أمريكا لكسر الحصار عن “إسرائيل” مع إفشال أكثر من هجوم كان مخطّطا له عليها، وإسقاط العديد من طائرات Mq9 الأمريكية وطائرة F18، وانتزعت اعتراف البحرية الأمريكية بقوة الصناعات اليمنية، وفشلها في كسر إرادَة اليمن عن إسناد غزة أَو خلق فجوة بين شعبها وقيادتها، الذين جسدوا الهُوية الإيمانية بأسمى معانيها، وكانوا أحق بها وأهلها منذ أن توجّـهم بها النبي الكريم قبل 14 قرنًا وحتى اللحظة.