سر العبودية وفتنة الاستقواء بالأجنبي…!!
إب نيوز ١١ يناير
غيث العبيدي
من أهم الدلالات النفسية للمجتمعات العربية المتماثلة سياسياً، وذات الثنائية ”الشيعيةـ السنية“ والتى ظهرت مؤخراً فيها، وفي المجتمع العراقي منها تحديداً مابعد ‘صدام’ لتذهب الفردية السنية منهم إلى التمسك بسردية الحرمان والتهميش، متهمين ساسة الشيعة بها، متناسين أن القيادات السنية ركن أساسي من خطوات إتخاذ القرارات وأهدافها ومنهجيتها وتقييم الخيارات الخاصة بها، من بداية إعدادها، حتى دخلوها حيز التنفيذ، منذ أن منحوا الشرعية للنظام السياسي الحالي، ودشنوا دخولهم بالعملية السياسية وانخرطوا فيها واصبحوا شريك أساسي في كل المواثيق السياسية بعد 2003، وحتى هذه اللحظة.
وبالرغم من كل الأزمات، وقائمة النزاعات، ومعدلات تكرارها، وما خلفته من الآف الضحايا البشرية، وخراب عظيم في البنية التحتية، ودمار أقتصادي هائل، طال البلاد طولآ بعرض، وعلى كافة الأصعدة، والتي كانوا السبب الأهم فيها، ووضعهم الكم الهائل من العصي في دواليب تقدم الدولة، حتى تتعثر وتتأخر وتتحطم وتتوقف عن المسير، خلافاً للدول الأخرى، الا أن الشيعة سياسياً وأجتماعياً تكاملوا وتصافحوا وتشاركوا معهم، وكان تعاملهم الضارب في العمق ”أنفسنا السنة“ لكن على مايبدوا أن أهم دلالات ‘أنفسنا’ النفسية، وأحوالهم الشعورية، وتعبيراتهم الواضحة، التي ظهرت مؤخراً وبشكل لافت هي ”الاستقواء بالأجنبي“ الأمريكي والصهيوني، لوضع حد للنظام السياسي الحالي، وكسحه وإزالته، بدواعي التغيير، مع الإستمرار باللعب على نفس أوتار السردية اعلاه، بترتيبات زمنية مختلفة، وتأليف حولها الكثير من القصص المزيفة، والعديد من الحكايات السخيفة، لبناء تحالفات دولية، بنوايا مقترنة بإخلاص العبودية للأجنبي، معتقدين أن سلاسلها من ذهب وستعيد إليهم السلطة.
علمآ أن الاستقواء بالأجنبي وأستجداء ضغوطاته على الوطن وأبناء الوطن، يرتقي بعضه لمرتبة الخيانة العظمى، ولا يمكن أن يفهم خارح هذا العنوان، لأنهم مازالوا مرتهنين بالسلطوية الصدامية البائدة، ولا يمكن لهم القبول بمتغيرات التاريخ، ومجريات المعادلات السياسية المعاصرة، ولازالوا يحلمون بالغلبة ‘والغلبة’ لا تأتي إلا بالأجنبي، لذلك أصروا على الاستقواء والاستعانة بالأجنبي، وأن اضطروا أن يستحذون لهم.
وبكيف الله.