خِطَابُ الانتِصَار
خِطَابُ الانتِصَار
إب نيوز ١٧ يناير
كتب _أ. منتصر الجلي.
قبل 15 شهراً انطلقت شرارة المجد ضد جرثومة وسرطان العصر، في المنطقة، تلك الغُدة السرطانية التي عملت الصهيونية العالمية بدءً ببريطانيا، وانتهاءً بالولايات المتحدة الأمريكية، وتريسخ مبدأ القبول به ككيان أبدي، ونظام إجرامي له خططه العميقة التوسعية في التهام منطقة الشرق الأوسط حسب تسمية الغربيون الذين عمدوا على تمهيد الأرضية الاستعمارية له، لدى العديد من الأنظمة العربية،التي جهدت قبل 7أكتوبر 2023م، على مائدة التطبيع السياسي، والرضى بالكيان الإسرائيلي، كدولة يحق للشعوب التعايش معها ضمن إطار سكاني، وثقافي موحد.
مائدة التطبيع، وخيانة العربية والقومية، نُسفت عشية ليلة وضحاها على أيدي رجال الطوفان، الذي أربك الأنظمة، وكشف وجه العدو الصهيوني القبيح، وعرَّ أنظمة العالم ودُعاة الحرية.
15 شهرا ًملحمة أسطورية، ومقاومة فلسطينية عجزت أمامها أقوى الأنظمة الغربية الأمريكية والإسرائيلية، وجه جديد من أيديلوجيا المنطق العسكرية، “رُسمت خلال هذه المعركة المقدسة، والجولة التي لم تنتهِ كما أشار بذلك السيد القائد: عبد الملك بدر الدين الحوثي ” يحفظه الله، من تغير لشكل الحروب، تغيرا حتميا، وجذرية جديدة رسخت خلال العدوان الإسرائيلي على فلسطين وقطاع غزة تحديداً، تغيرات المبدئيات العالمية، وجرت على يد الطوفان بلورة فرضيات الحرب في العالم إلى قالب تجرد من الاحتمالات الفرضية، التي ترسم في شن الحروب
.
شكل من أشكال الملاحم البطولية والمدارس النضالية التي جمعت المقاومة الفلسطينية، قوة سنواتٍ من البناء والاستعداد، والدراسة، ليتشكل طوفان السنوار، الذي غيَّر تكتيكات الحرب التقليدية، وكسر قاعدة” النصر للأقوى” .
ملحمة غزة، تتوج بوقف إعلان العدوان عن قطاع غزة، ليخرج العدو الإسرائيلي، صاغراً ذليلاً، وهمٌ بنى خلاله آمال القضاء على المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة؛ تلاشى كل ذلك أمام صخرة كؤود من البسالة والنضال والتحضية الفلسطينية، أمام قوة عرَّفتها الأنظمة العربية قديما أنها فوبيا المشرق، والجندي الذي لايُقهر،” العدو الإسرائيلي، تتجلى الحقيقة وتسقط إسرائيل بعصا السنوار، أمام صمود اسطوري، من ضحايا وأشلاء، وإبادة جماعية كل يوم وساعة وثانية، من أهل غزة ومجتمعها.
خطاب الانتصار، ملحمة خالدة من ملاحم السيد القائد، على طريق القدس، يتوج النصر المبارك في مشهد قلَّ نظيره، في خطاب الخميس الذي وقف على أسطورة الطوفان يعرَّف العالم وشعبنا عن حقيقة المعركة، وبسالة المقاومة، وخزي العدو المجرم.
خطاب يوصف بالتاريخي، والجذري، والمرحلي، خطاب تمتع بالرؤية القرآنية، التي أخرجت المواقف وجسدت الأحداث، وكشفت حقيقة الواقع وما يجري، خطاب السيد المولى، توج مرحلة خاضها شعبنها في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ومواقفه المشرفة التي كُتبت على جبين الدهر، يقف العالم في حيرة،واليمن ينتصر لغزة إلى اللحظة الأخيرة لعدوان الكيان المحتل من يوم الأحد القادم.
وضع النقاط على الحروف، حدد المسارات، ووقف على طبيعة المعركة، و الجهود اليمنية في معركة الإسناد، والدور المتكامل الذي جمع بين حكومتان الإنقاذ والبناء، بجانب النشاط الشعبي العام، والمذهل، الذي حير دهاليز العالم.
طوان الأقصى، هذه المعركة التي كان ثمن نصرها خيرة قادة الأمة في مقدمتهم شهيد الإسلام الأسمى سماحة السيد القائد حسن نصر الله،_سلام الله تعالى عليه _، معركة التحمت الأرواح والبنادق والصواريخ والمسيرات، التقى خلالها الصاروخ اليمني، والعراقي، واللبناني، والفلسطيني، جمعت المحور، وأعادت للقضية الفلسطينية زخمها المديد، وحضورها الإقليمي والعالمي..، إن اللحظات الأخيرة، لمعركة البحار، والبوارج، تضع المقاومة الإسلامية حماس، خطوط سيرها أو إيقافها من منطلق قوة الميدان، الذي أثبتت قواتنا المسلحة في معركة البحر قوة الإرادة وصلابة الأيمان، وكسرت هيبة بوارج التاريخ المرعب للقوة الأمريكية الهشة التي تهاوت غارقة في أعماق البحار، أو مهرولة إلى خلف الأبحر السبعة هاربة.
مضامين شتى، وواقع من التغيرات المهمة، برزت للسطح وأثبتت معادلة التفوق الغربي، على واقع من المظلومية للأمة وامتهانها، تنشأ قوة صاعدة، حطَّمت خرافات أبي الهول وفيل أمريكي، وحمار ديمقراطي، “ليغرق الفيل ويهلك الحمار “حال البوارج الأمريكية.
خطاب الانتصا يؤكد السيد المولى، من جديد أن القضية لم تمت، والجولات كُثُر، ومابين التخاذل العربي، كأنظمة،و شعوب محكومة، و تواطئ خيانة للأغلبية، تشرق شمس التحرير، وتعلوا راية القضية الفلسطينية كقضية حُقَّ لها أن تتحقق، وأن يتلاشى كيان العدو المؤقت، عبر ضربات حيدرية كوعد إلهي، حتمله التحقق، ليقف جميل الوفاء، كما افتتح معركة الفتح والإسناد بالوفاء «لوفاء ما تغير عهد الأحرار باقٍ….. يارعى الله نفسْ تعيش في العمر حرة».
وفاء الأحرار للأحرار، والشجعان للأبطال، والإيمان لأهل الإيمان، من قبلة الجهاد، ومحور الأسناد، وصرخة الشعب الكبير، من قلب السبعين على مدى15 شهراً وميادين المحافظات اليمنية، يبقى الوفاء، ويتجدد العهد، تبقى القضية، إلهام للأجيال، وصوت السبعين، يزأر في وجه المعتدين أُسود ضارية، وشعب المختار، هذه هي حكاية الطوفان، وليلة خطاب الانتصار.