وبقيت غزة العزة
إب نيوز ٢٠ يناير
عبدالملك سام –
ما يميز أمتنا عن باقي الأمم أننا نفرح وفي العين دمعة، وهذا ما نراه بشكل واضح اليوم ونحن في إنتظار توقف العدوان البشع وغير المسبوق على غزة، ونفرح لمن نالوا الشهادة من قادة ومقاومين ومستظعفين وفي العين دمعة على فراق الأعزاء منهم.
نحن نعتبر هذا الأمر نصرا لأننا أنتزعناه رغم أنف العدو، ولأنه لم يستطيع أن يحقق أهدافه الكبرى بسحق المقاومة رغم كل ما حشد له من سفاحين وأسلحة، ولم يستطيع تهجير أهل غزة رغم ما بناه من معسكرات في سيناء على حساب النظامين الإماراتي والسعودي، ولم يستطيع وأد القضية رغم الخذلان الكبير من الشعوب العربية والإسلامية والعالم أجمع.
عاشت القضية رغم كل ما فعله الصهاينة، ورغم الإسناد الغير مسبوق من أنظمة الإجرام، وخسر هؤلاء المعركة التي أرادوا لها أن تكون حاسمة، وإذا بهم يجدوا أنفسهم أمام سؤال وجودي قد نسوه منذ عقود، وبدلا من أن يسألوا أنفسهم كم بقي من الوقت لتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى” من الفرات إلى النيل هاهم يفكرون في إمكانية بقائهم بعد أن فشلوا أمام احتلال قطاع غزة رغم كل ما فعلوه!
مثلما علمنا الصهاينة درسا بأن هذه الأمة باقية رغم أنوفهم، فقد علمنا الصهاينة دروسا مهمة لن ننساها ما حيينا، فقد تعلمنا خطورة الأنظمة العهر التي تتحكم بشعوب المنطقة وتقودها رغما عن إرادتها، وتعلمنا خطورة تقاعس الشعوب التي ستؤاخذ لا محالة على هذا الخذلان عاجلا أم أجلا، ونسأل الله اللطف بنا لأننا لم نكن عند مستوى الأمتحان.
هذه ليست أخر المعارك، ومن سيفكر أن ما حدث سيوقف حقد الصهاينة علينا فهو واهم، ولكن ما يجب أن يفهمه المتخاذلين أن غزة وحدها صمدت رغم أن ما فعل بها كان كافيا لإحتلال قارة بكاملها وليس قطاع صغير، وهذا الدرس كاف ليجعل الرعديد ضرغاما!
المحتل سيزول ولو تحرك معه أهل الأرض جميعا، وهذا المحتل القذر لم يخفي أبدا نواياه الخبيثة، والأنظمة المتواطئة أثبتت عدم شريعتها يوم تحركت ضد دين الله وضد مصالح شعوبها، وآن الآوان لهذه الشعوب أن تتحرك من أجل مصلحتها حتى لا تخسر دينها ودنياها معا.
كل حر تحرك مع غزة بالمال أو بالموقف لم يخسر، بل هو رابح في تجارته مع الله، وسيجد أن الله لن يتركه دون جزاء يفرح به، ولكن يجب أن نفهم أن الحرب لم تنته بعد.. يجب أن تستمر المقاطعة، ويجب أن يستمر الدعم والإعداد، وأن ننظم عملنا أكثر، وأن نفهم أن الله غالب على أمره، وأن عدو الله وعدونا ليس سوى قشة أمام قوة الله وجبروته.
أما من لم يتحرك بعد فليشكر الله أنها لم تكن المعركة النهائية حتى لا يتحسر بعد فوات الآوان، ما تزال الفرصة قائمة، وليتحرك بما يستطيع حتى تبرأ ذمته، وينجو من العقاب الإلهي، ويكتب مع المنتصرين بإذن الله في الدنيا والآخرة، وكل شيء مكتوب عند من لا يعزب عنه شيء ولو كان مثقال ذرة!
أهل اليمن الأعزاء، أنصار دين الله وأنصار رسوله، وكأني بكم تطأون بأقدامكم الشريفة على أنظمة الخيانة، وكأني أراكم وأنتم تتتسابقون على تطهير الأرض من رجس المجرمين بعد أن ملئت ظلما وجورا. مهما كانت المؤامرات والأراجيف فقد أثبتم أنكم لا تخافون إلا الله، ولن تهزموا أو تخذلوا طالما الله معكم، والحق معكم، والعاقبة للمتقين.
…..
في الماضي، اعتاد العدو الإسرائيلي أن يكون صاحب الطلقة الأخيرة، ولكن نحمد الله على نعمة القيادة الحكيمة الشجاعة، أصبح اليمن العزيز صاحب الطلقة الأخيرة ونحن نرى إستمرار عملياتنا المساندة لغزة، وليمت الأعداء بغيظهم.