الهلال الشيعي والتوجس منه ونصب العداء له..!!
إب نيوز ٢١ يناير
غيث العبيدي
فضلاً عن جميع التيارات اليسارية، والمشاريع العالمية ‘القومية والدينية’ أستقبلت الانظمة السياسية، والتيارات القومية، والمشاريع الدينية العربية والإسلامية ‘السنية’ الثورة الإسلامية الايرانية عام 1979، بالمخافة والخشية والحذر والتشكيك، وأستشعار الرعب والقلق والخطر والتهديد المنبعث منها قبل أن يتعرفوا عليها، وأعتبروها حالة غير مستقرة بالداخل الإيراني، وعابرة للحدود، ومرتبطة بحقائق شيعية مهمة قد تستجيب لها في بعض الدول العربية، كالعراق ولبنان والبحرين، وحقائق شيعية أخرى أقل أهمية في كل من الكويت والسعودية، وبعض الدول العربية الأخرى، مما أدى إلى أن تقوم الدول الاقليمية بتغيير وظائفها السياسية والدينية والاجتماعية المعتادة، لقطع الطريق عليها، وأفسادها مادياً ومعنويا، وإظهارها بغير مظهرها الحقيقي، وأعتبارها ثورة ملغومة ودخيلة على الواقع الاسلامي السائد أنذاك.
▪️ أستراتيجيات تقويض الثورة الإسلامية في إيران.
التحالفات العربية أو الشرق أوسطية، وحتى نسمي الاشياء بمسمياتها ‘السنية منها’ بمساهمات فاعلة ‘غربية- إسرائيلية’ لمناهضة النظام السياسي الشيعي في طهران، وتقويض الثورة الإسلامية الايرانية، بعد أن كانوا ‘دهن ودبس’ مع شاهنشاهية إيران المتمثلة ب محمد رضا بهلوي المرتبط بأمريكا والمتناصر مع إسرائيل والملازم لهم في كل حالاتهم، أتخذت عدة أشكال من أهمها..
🔹. التحرك على السطح وممارسة النشاط العسكري ضد إيران من خلال بوابة العراق، لتمرير أطروحات السنة العرب المعادية للثورة الإسلامية الشيعية في إيران، بواسطة الحرب العراقية الايرانية،«1980-1988» والتي حظيت بدعم كوني منقطع النظير.
🔹. أذكاء مشاعر العداء بين صفوف المسلمين السنة ضد الإيرانيين، والتحامل عليهم، وأعتبار الثورة الإسلامية الإيرانية أمتداد طبيعي للأمبراطورية الكسروية، وأستحضار نزعتها التوسعية في الذهن العربي، وتحميل ثورة إيران الإسلامية وزر تلك الموروثات التاريخية.
🔹. دعم الحركات العربية الانفصالية في الأحواز، وإثارة المشاكل، وتغذية الاضطرابات الاجتماعية فيها، وتبني مشروع إعادة الشرعية للأقليم العربي من الاحتلال الايراني ‘حسب السردية العربية’ وأستدراجهم للصراع الدائم مع الحكومة الايرانية.
🔹. المساهمة المباشرة مع الغرب في فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران منذ قيام الثورة الإسلامية ولغاية هذه اللحظة.
▪️ التحولات الاستراتيجية في أشكال الصراع العربي مع إيران.
فهمت الأنظمة العربية السنية، أن الثورة الإسلامية في إيران لايمكن صدها، وتعذر عليهم إيجاد مخالفات غير منطقية عليها، ولم تستخدم الفروق الدينية والعرقية والقومية ضد الأقليات الإخرى، ولم تكن عدائية ومتناقضة، ولم يحصل أن أضرت بدولة هنا وكيان هناك، وكنتيجة لتغير الظروف السياسية في الشرق الأوسط، في العراق واليمن وسوريا، وبعض الدول العربية الأخرى، والتي لم يكن لإيران اي مساهمة فيها، وجدت الأنظمة العربية السنية وجماهيرها، ظروفاً موضوعية لرمي الاحجار في المياة الأسنة العربية، ولنقل الصراعات مع إيران بصورة غير مباشرة وفي أماكن اخرى، وعكست مجموعة من التحولات الملموسة إقليمياً ودولياً للحد من الدور الإيراني النشط، والداعم للجماعات المستضعفة في هذه الدول المتغيرة سياسياً، بحجة أن إيران تريد بناء هلال شيعي تسقط على أرضه مشاريعها المذهبية التوسعية، على حساب المذاهب الإسلامية الأخرى، وتنكروا بصلافة وبلا حياء وبوقاحة لمشاريع السعودية الوهابية، والتركية الاردوغانية، والذي مكنهما من التحول إلى قوة عسكرية داعشية وأخوانية منظمة تعمل خارج إطار الدولة، والتي أستهدفت العراق واحتلت ثلث أراضيه، وقتلت الآلاف من العراقيين من مختلف الأعمار، ومن كلا الجنسين على الهوية، ومثلما حصل في العراق حصل في اليمن ولبنان والبحرين، وآخرها ما أدركته الشام من أعمال قتل أنتقامية وأبادات جماعية، بحق الأقلية العلوية في سوريا، حيث ذهبت كل أكاذيبهم وثبت ما سواها.
وفعلاً ..أن لم تستحي أفعل ما شأت.
وبكيف الله.