البرلمان العراقي وجلسة السلة الواحدة وتمرير القوانين الجدلية..!!

إب نيوز ٢٢ يناير

غيث العبيدي

لم يوازن البرلمانيين الشيعة اليوم في جلسة تمرير القوانين الجدلية بسلة واحدة، ومن أهمها قانون العفو عن الارهابيين، ومن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين، بين مهامهم الوظيفية، ومصالحهم الشخصية، وأستخفوا بمشاعر تلك الأم التي لفت انتباهها صوت أحد التفجيرات الإرهابية، فضاقت وهمت، وتذكرت وليدها ذو ‘تسعة أعوام’ والذي عهدته يلعب مع أقرانه بين حارات ودروب المحلة، فأتجهت مسرعة نحو مكانه، فتشت ونقبت وتفحصت وسألت، لكن دون جدوى، لتركض كالمجنونة نحو محل الانفجار، تقصت الركام والتراكيب والجثث والاشلاء، لكن لم تجده هناك، فحملتها الضرورة، ورجعت لبيتها راكضة مغيرة ضابحة، فأدارت مقبض باب البيت وهي مرعوبه وخائفه ومتأملة، لعلها تجده قد عاد أثناء غيابها، لكن دون جدوى، فأخذت قميص أبنها المفقود وأتجهت به إلى أقرب مستشفى، وتسأل العاملين والأطباء والمراجعين، وكل من يسقط نظرها عليهم، هل رأى أحدكم طفل بحجم هذا القميص؟

قصة من آلاف القصص، لآلاف الأمهات، وآلاف الاطفال، والتي أعادت تعريف معنى الكارثة، وعلمت العراقيين على المعنى الحقيقي للثكلان، وغيرت حالات وظروف ومزاج والوان حياة الاسر العراقية، ليبقى اللون الاسود هو السائد فيها.

اقرار قانون العفو العام عن الإرهابيين، أن صار اكيد وشمل المتورطين بالمادة 4 أرهاب، فهذا لا يعني سلوك فردي، بل نظام متكامل للأستهانة والاستخفاف بمشاعر العراقيين، وتشكيل لطبائع المجاملات الحكومية، وقابله لأستيعاب المزيد منها، وتشويه الواقع العراقي، خدمة لأجندات داخلية معينة، لا تستحق كل هذه التنازلات.

وبكيف الله.

You might also like