العراق وآتون الفتنة.. مظلومية السنة أنموذجآ..!!
إب نيوز ٢٦ يناير
غيث العبيدي
بين ما يقال في الأروقة السياسية والإعلامية، والجلسات العامة والخاصة، وبين ما لايقال والذي أخفته خزائن القلوب، وصناديق الصدور المغلقة، وأظهرته مواقف المنطقة الغربية، أصبحت رواية «مظلومية سنة العراق» الرب الأوحد لهم، والمفيد لكل أجناسهم، والحبل الذي ينشرون عليه مشاكلهم، والقاعدة الرئيسية التي تتوحد حولها مواقفهم، والطنجرة التي يسلقون فيها الأجهزة الأمنية المرتبطة بالدولة، وأعتبارها جيوش طائفية، توالي المرجعيات الشيعية، بداخل وخارج العراق، وهي ذاتها الرواية التي انشأت أجيال غير مؤمنة بالعملية السياسية في العراق، وماحقين لها، وناقمين عليها، وأحسن آرائهم توحيد الجهود للخلاص من النظام السياسي الحالي بمسمياته الشيعية، وأعتبار يوم القضاء عليه، يوم ولادة جديدة لهم، فعقدوا أتفاق جامع، ينص على أن الخير يقبع وراء الابواب ‘الخارجية’ الغربية والإقليمية، المتحالفة مع الأنظمة السنية العربية، لدرجة فاقت الانسجام بمراحل، ووصلت لدرجة الاتحاد والائتلاف معهم.
مظلومية سنة العراق عبارة عن ‘كذبة كبرى’ لصناعة دراما سنية ‘سياسية وإجتماعية’ مستمرين فيها وثابتين عليها، لكونهم رافضين للنظام السياسي الحالي رفضاً قطعياً، فأسندوا إليه تلك التهمة الباطلة، لتصبح القضية الرئيسية التي كانت ولا زالت تلوكها الالسن لحد هذه اللحظة، ولن يتنازلوا عنها حتى وان أوقدوا لهم ‘العشرة شمع’ ولا يمكن لهذه الرواية أن تسقط لأنها؛ المدخل لأهم أبواب الفتنة، والمحرك الرئيسي للخلافات المذهبية، والرياح الدافعة نحو إقامة الاقليم السني، وورقة لأثبات نقص المهارات القيادية الشيعية، وإظهار النظام السياسي الحالي بأنه نظام معيوب سياسياً، والطريقة الوحيدة لمحاصرة كل الانجازات الشيعية.
نشاط النظام السياسي ‘السلبي والأيجابي’ في كل دول العالم ومن ضمنها العراق، مرتبط أرتباط وثيق بالنشاط الاجتماعي، وبدلاً من أن تكون سلبيات النظام السياسي الحالي، مرتبطة بسنة العراق فقط، يفترض أنها تكون متوافقة مع الواقع، وتحديد ما إذا كانت شيئاً حقيقياً، أو أنها مجرد أفتراءات لصناعة مسار سياسي يحقق لهم غاياتهم ومآربهم الخبيثة، في حين أنهم هم من ترصدوا الآخرين وتربصوا بهم وفتحوا أبواب المصائب عليهم، لكونهم رافضين للنظام السياسي، فأختلقوا حالات التهميش، والمنع من المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية، والاقصاء من الرفاهية الاجتماعية، أسوة بباقي مكونات المجتمع العراقي، فكانت رواية ‘مظلومية السنة’ معضلة مستعصية تستوجب الاختيار بين بديلين لا ثالث لهما، فإما أن يكون لهم حكم ذاتي، أو أن يعود الامر إليهم، وهذه هي كل الحكاية.
وبكيف الله.