ترامب وإرث السلام وتطهير غزة لحسم الصراع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين..!!
إب نيوز ٢٩ يناير
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
عاد ترامب لولايته الثانية وعادت معه أغلب الملفات المهمة، وأبرزها أستهداف القضية الفلسطينية، وتهويد فلسطين، وأستكمال خطة تغيير الشرق الأوسط، وصفقة القرن، وطرحها بصيغة جديدة وبرؤية أستراتيجية تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة، وبدلاً من حل الدولتين التي أعلن عنها في الولاية الاولى، هذه المرة شجع على تطهير قطاع غزة كلياً من الفلسطينيين، ونقلهم إلى كل من مصر والأردن، كأستكمال منطقي لتمرير صفقة القرن من وجهة نظر الحكومة الأمريكية.
▪️ عوامل نجاح الصفقة.
بهذه الظروف الراهنة، التي صنعت إرادة فلسطينية صلبة، وعزيمة غزية لا تنكسر، وتصميم حمساوي واع، وإصرار على مواصلة الجهاد من أجل تحرير فلسطين المحتلة، لا يمكن لصفقة القرن أن تمر بأي شكل من الأشكال، حتى وأن حصرت نفسها ببقعة صغيرة على أرض فلسطين المحتلة، الا بحالة واحدة وهي؛ حصر ردود الأفعال الفلسطينية المناهضة لصفقة القرن قدر المستطاع، ولابد من التأكيد على أنه لا يمكن تجميد الصراع ‘الفلسطيني- الاسرائيلي’ البالغ ذروته حالياً والمعبر عنه ‘بطوفان الاقصى’ على أقل تقدير في الوقت الراهن، أو على مديات قريبة، وبالرغم من كونه شكل نصرآ عظيماً للقضية الفلسطينية، وخطرآ وجوديآ على الصهاينة، ألا أنه لا ينفي أمكانية حصر ردة الفعل الفلسطينية، أذا أطلقت الهندسة الأمريكية، مشروعاً سياسياً وأيدولوجيآ واقتصادياً مرتبطاً بحماس وبعيداً عن غزة، ومكملآ لمشروع الإخوان الإقليمي في سوريا، أو يشترك معه، ومنسجم مع الوهابية، والمشاريع الغربية، على أن تتولى تركيا وقطر وتنظيم الإخواني الدولي، تطويع قيادات حماس، وتقديم المزيد من الاغراءات لهم، على أن تجمعهم القضية الفلسطينية، والثبات عليها في زمن آخر، فهو أنفع للقضية الفلسطينية مستقبلاً.
▪️ مخاطر الصفقة.
الواقع الحقيقي لصفقة القرن، ومشاريع ترامب للسلام في فلسطين، ليست وليدة اللحظة ولا من هندسة ترامب وفريقة الحكومي فحسب، بل جاءت في سياق عملي مدروس ومفاوضات مفتوحة، بينه وبين حلفاءه العرب، على بيع القضية الفلسطينية، وإسقاط اي دور مستقبلي لها، والتفرغ التام للمشاريع الغربية الأخرى، كالديانة الإبراهيمية، والقضايا الثقافية التي تعتبر من اقوى أساليب ترامب لفرض دعواته، وصفقات التطبيع بين إسرائيل وماتبقى من الدول العربيه والإسلامية، وتأصيل مرتكزات المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة، وقضايا الطاقة الاوسطية ط، لزيادة الثروات الامريكية، وتمكين حلفاء أمريكا اقليميآ، وبناء حلف أستراتيجي «ناتو عربي- صهيوني» للقضاء على أعداء امريكا في الشرق الأوسط، في إشارة إلي أيران ومحور المقاومة، على أعتبار، أن أمريكا في عهد ترامب خارج نطاق التوقع.
وبكيف الله.