«جاستا» والجحيم..
إب نيوز ٣٠ يناير
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
تعلمنا من الرئيس الأمريكي ترامب في فترته الرئاسية الأولى أنه مجرد ظاهرة صوتية غير مدوزنة أكثر من كونه زعيماً محنكاً أو قائداً محارباً مقداما…
وأن كل شطحاته وإرعاده وإزباده ما هي إلا أساليب ماكرة الغرض منها فقط الإبتزاز وجني المزيد من الأموال..
وأنه في سياساته وتعامله مع المنطقة العربية ينطلق من المبدأ القائل: «هدده بالموت، يقبل بالحمى..»
وهذا بالطبع ما دعاه، وعلى إثر فوزه في انتخابات 2016، يلوح بتفعيل ما يسمى بقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب «جاستا» والذي يسمح بمقاضاة الحكومة السعودية بتهمة الوقوف خلف أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001..
يومها حبس العالم أنفاسه..
ظنوا أن ترامب ماضٍ في معاقبة وتأديب السعودية خاصة بعد تلك النبرة العدائية العالية والساخرة التي وجهها الرجل تجاهها طوال حملته الإنتخابية في 2016..
فما الذي حدث..؟!
لم يمض، في الحقيقة، سوى أربعة أشهر من تاريخ تنصيبه رئيساً لأمريكا إلا ورأيناه يرقص «العرضة» جنباً إلى جنب مع الملك السعودي سلمان في الرياض..!
يعني: هددتهم بجحيم «جاستا»، فقبلوا، وبطيب خاطر، بحمى دفع 450 مليار دولار لترامب، ناهيك عن 200 مليون دولار إضافية دفعوها «قهوة» لإيفانكا ترامب
وهذا بالطبع ما استدعى ترامب يومها لأن يحمل السيف ويرقص «العرضة» مؤذناً بذلك عن بدء مرحلة جديدة من العلاقة الأمريكية السعودية عنوانها: الإنبطاح أو جاستا..
مرحلةٍ مكنته من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والإعتراف بالجولان كأراضٍ إسرائيلية، والمضي قدماً في عملية التطبيع المجاني دون أن يجرؤ نظام عربي واحد على الإعتراض أو حتى الإستنكار..
أي أن التلويح بقانون جاستا في وجه المنطقة لم يكن، في حقيقته، سوى مجرد عملية ابتزاز واضح للسعودية وأخواتها فقط لا أقل ولا أكثر..
وهكذا هي سياسة ترامب دائماً..
اليوم ها هو يعود إلى البيت الأبيض من جديد..
يعود إلى المنطقة كظاهرة صوتية غير مدوزنة أيضاً،
وبسقف أعلى من الشطحات، على ما يبدو، وعلى ذات المبدأ السابق: هدده بالموت، يقبل بالحمى..
ليس من بوابة جاستا هذه المرة
ولكن من بوابة التلويح بالجحيم..
ماذا يعني هذا..؟
يعني: يريد انبطاحاً وابتزازاً وأموالاً أكثر..
تريليون دولار على أقل تقدير..
وتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن..
هكذا أعلنها..
وهكذا رمى بها صراحة في وجه حكام السعودية ومصر والأردن من أول وهلة..
الأغبياء..!
يبدون مرتبكين كثيراً رغم تجاربهم السابقة معه، والتي يفترض أنها أكسبتهم خبرةً ومعرفةً كافية به وبشخصيته المستفزة والإبتزازية الرعناء..
فكأنهم لم يعرفوه بعد..!
أو لم يلتقوا به قط..!
لقد كان عليهم أن يتعلموا الدرس من لقاء الزعيم الكوري الشمالي به في الفترة الرئاسية الأولى، وكيف أن هذا الذي يرونه «عملاقاً» قد بدى أمامه قزماً صغيراً وحقيرا..
فإن لم يفعلوا، ففي رسالة الرئيس الكولومبي لترامب من العزة والكرامة والإعتداد بالنفس والتاريخ ما يكفي من الدروس والعبر لمنزوعي الكرامة والحرية أن يتعلموا منها على الأقل ما يلقمون به ترامب بحجر..!
#جبهة_القواصم