العباقرة !
إب نيوز ٣١ يناير
عبدالملك سام –
يتهموننا بأننا نكره اليهود، وأنا لن أقول كالبعض أننا لا نكرههم وكل ذلك الكلام الفارغ عن التعايش مع من لا يقبلون بالتعايش مع أحد، ولكن اقولها صراحة: اعطونا سببا واحدا مقنعا حتى لا نكرههم؟! فأولا هم أعداء لنا حتى لو لم نعاديهم، والله قد بين لنا مدى كرههم وحسدهم وبغضهم لنا، ومن أصدق من الله قيلا؟ فهل يريد هؤلاء أن أزايد على رب العباد؟!
أما السبب الثاني فهو لأنك لو بحثت بين أجناس البشر على الأرض فلن تجد أقذر واحقر وأخبث ممن يدعون أنهم شعب الله المختار!، فليس هناك طائفة جشعة ومجرمة مثل اليهود، وهم يبررون أفعالهم بمبررات أقذر من أفعالهم نفسها، ناهيك عن حبهم للفساد والضعة والرذيلة. كل هذا لا يساوي شيئا أمام طقوسهم العفنة التي قد تصل لذبح أطفال الآخرين وحلب دمائهم لتحضير كعكة “مقدسة” يتناولونها بنهم في أحد أعيادهم! تخيلوا هذا؟!
لو أردت أن أسرد كل أسباب كرهي لهم فلن يكفيني أن أكتب مجلدات، ويكفي أنهم يكرهوننا بل ويكرهون الآخرين أيا كانت ملتهم أو عقيدتهم، وهم عندما يعادون فلا شرف ولا اخلاق لهم، وهذا ما ظهر جليا في عدوانهم الأخير على غزة، فلم يحترموا حرمة البشر والمستشفيات والطفولة ولا أي قيم أخرى، واستباحوا كل المحرمات مستخدمين أقذر الأسلحة والاساليب الإجرامية التي لم يستخدمها أحد قبلهم! فهل هذه الأسباب غير كافية لنمقتهم ونعاديهم؟!
إلا أن هناك – ودعوني أعبر عن رأيي – من يستحق الاحتقار والبغض أكثر منهم، بداية بالمرتزقة الأذلاء في بلداننا، ووصولا لأصحاب السمو والمعالي في أنظمة العهر العربية.. لم يحصل في التاريخ أن رأيت أذل وأحقر من هؤلاء السفلة الذين يرمون بأنفسهم عند أقدام الصهاينة الحقراء، بينما يتحدثون مع شعوبهم بكل تعال وقسوة! الموضوع ليس وجهة نظر كما قد يعتقد البعض، بل أن هذه تربيتهم ونفوسهم الوضيعة التي تجعل منهم يظنون أنهم أذكياء وعباقرة، في حين أن العالم كله بمن فيهم الصهاينة انفسهم ينظرون إليهم كحقراء وأغبياء!
ترامب يقول أنه لن يزورهم إلا إذا رفعوا مبلغ الجزية الجديد، وبدل أن يقولوا أنهم لا يستطيعون دفع هذا المبلغ لأن شعوبهم أولى بها، وهو مبلغ كان يكفي لشراء جيش لا يقهر، وبعد أن رأوا كيف تمرغت كرامة أمريكا في البحر الأحمر على أيدي اليمنيين، وإذا بالعبقري “مبس” يعرض مبلغا أكبر (600 مليار دولار) حتى يقبل ترامب أن يزورهم!! فهل بعد كل هذا الذل (العبقري) قبل ترامب؟!
مثل آخر.. العبقري الآخر “مبز”، قام بإستثمار في شركة إسرائيلية وأشترى 52% من أسهمها حتى يستطيع الصهاينة أن يطوروا تقنيات مضادة للطائرات المسيرة! بعيدا عن الموضوع الذي لا شأن له ولا لدويلته به، رغم التكلفة الكبيرة التي سيتحملها، إلا أن اليهود لم يسمحوا له بإدارة الشركة التي أشترى أكثر من نصف أسهمها بمبلغ مهول!! فهل هذه عبقرية، أم ذل وانبطاح، أم ماذا يمكن لنا أن نسميها؟!
هذه فقط أمثله “للعباقرة” الذين يديرون مقدرات دول عربية بأكملها، ومن يظن أن هؤلاء بعيدين عن الحروب والأزمات نقول: أصبر.. القادم القريب سيرينا من العبقري، ويوم القيامة أيضا سنرى من العبقري، فلا تستعجلوا.. الصمت على هؤلاء خزي في الدنيا والآخرة، ومن أراد أن ينجو بنفسه وأهله عليه أن يتخذ الموقف الصحيح قبل فوات الآوان، والعواقب الوخيمة ستنزل لا محالة على المنبطحين قبل غيرهم، ومن عاش عرف، والأيام بيننا.