الحوادث الدينية والسياسية والتكرار التاريخي..!!
إب نيوز ١ فبراير
غيث العبيدي
▪️ أكتب لغير الشيعة.
🔸 متغييرات خط الأغلبية.
بموت النبي الاكرم (ص) بدأت حقبة تاريخية جديدة، مرتبطة بالدين الاسلامي، لكنها ليست على ذات النهج الذي بدأ به الإسلام نفسه، حيث بدأت فترة المنزلة السياسية، والمكانة الإجتماعية، والمصالح الشخصية، والحظوات المادية، وبدأ المسلمون يشيدون السدود بينهم وبين أمواج المبادئ والقيم والمثل العليا، القادمة من بحر الروح الاسلامية، مع تشديد النظر على الأخلاقيات والمثل العليا للديانات الأخرى، التي أتى بها اليهودي ‘كعب الأحبار’ معلم الخليفة الثاني، وما تلاه من شخصيات غير إسلامية، كالمسيحي ‘سرجون بن منصور’ مستشار معاوية والملقب «بدفاق الذهب» لعذوبة لسانه، والذي أستمر في عمل المشورة حتى عهد خلافة عبدالملك بن مروان، فأصبحوا المسلمين يحملون على مستقبل الدين الاسلامي، بدلاً من التطلع إليه، ومنحوا تلك الحملات أهمية قصوى، لفك ألارتباط بينهم وبين شخصية مؤسس الدولة الاسلامية، بداع أنه أسس دولة دينية منغلقه على ذاتها، ونقطة البداية؛ أنهم اخذوا لا يتصورون شيئا ورائهم مرتبط بالنبي محمد (ص) الا الأسباب التى جعلتهم يتميزون بالقيمة المادية، حتى لو كانت عواقبها الانقلاب على الدين الاسلامي.
اليوم نملك قولين تاريخيين يوصفان وصف دقيق تلك المرحلة، نقلها ‘جاثليق بابلي’ لكنيسة المشرق حيث يقول..
«إنهم ليسوا أعداء النصرانية، ويقصد بهم قادة ما بعد النبي (ص) بل يمتدحون ملتنا، ويوقرون قسيسينا وقديسنا، ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا »
ويقول المستشرق اليسوعي هنري لامنس.. «أن أكثر بلاد الشام في ختام العصر الأموي، سيّما في القرى والأرياف، كانت مسيحية سواءً أكانت سريانية أم عربية»
🔸 ثبات الخط الرسالي.
بعدما توفي النبي (ص) ترك دولة أسلامية، ومجتمع أسلامي، وصفوة من الذين كانوا يؤمنون برسالتة أيمان مطلق ‘على بن أبي طالب (ع) ورفاقه وأهل بيته’ وكانوا يمارسون حياتهم وفقاً لتلك الاسس، استكمالاً لنهج النبي وتنفيذاً لتوصياته، ولكن بعد أن حصل أنحراف بهيكلية الدولة الإسلامية، تحديداً في الشق القيادي منها، وما تبعها من أنقلابات ‘كيفية وكمية’ منسجمة مع رؤية الانقلابيين من خط الاغلبية الاول، وزوال الشرعية القيادية منهم، تيقنوا ٱي ‘الصفوة الرسالية’ بأن الدولة الإسلامية ستقوم على أساسات غير أسلامية، وأن المجتمع الإسلامي قادم على التفتت والتفكك والانهيار، وستخصع الثقافة والمبادئ والقيم والمثل الإسلامية العليا، لمنافسة الثقافات الأخرى، مع التأكيد على أن قادة ما بعد النبي (ص) حرصوا حرصاً شديداً على استكمال ما بدوأ به فأبادوا المعارضة الإسلامية المرتبطه بالرسالة المحمدية، وشرائعها السماوية، عن بكرة أبيهم، حتى تنازلت الأمة الإسلامية عن مبادئها تدريجياً.
▪️ التكرار التاريخي.
طبق مفهوم الأحداث التاريخية المرتبطة بالأمة الإسلامية حالياً بطرق مختلفة، وتحت عناوين ومسميات مختلفة، الا أنها متشابهة في ظاهرها ومظاهرها مع الحالة التاريخية أعلاه، بنفس السمات، ولعبت نفس الأدوار، فأنبعثت ظواهرها، وطلت برأسها علينا من جديد، فأن كانوا ينظرون سابقاً على ثقافات الأمم الاخرى، وأعتبارها النموذج الحقيقي للثقافة، مع الاحتفاظ بالبيعة الإسلامية، والإبقاء عليها، وأختيار البعض للحل، وجلب المنافع الاجتماعية، ودفع بعض المضار التي من شأنها أن تمس الدين الاسلامي، بأي شكل من الأشكال، يصر خط الأغلبية الحالية على أن يتفوق على خط الأغلبية السابق، بأعتبارهم أمتداد طبيعي لهم، على التخلي عن الثقافة والمبادئ الإسلامية، والأنصهار كليآ مع ثقافات الأمم الأخرى غير الاسلامية، ويصر الخط الرسالي الحالي، لكونهم الامتداد الطبيعي للخط الرسالي السابق، على ”المقاومة” لتبقى ثنائية «علي والمبادئ الإسلامية، ومعاوية والمشورة الغربية» هي السائدة إلى يومنا هذا.
وبكيف الله.