غزة وما ورائها !

إب نيوز ٥ فبراير

عبدالملك سام –

《ترامب》 بدأ حفلة جنون العظمة مبكرا، ولأنه برأيي مجرد مهرج كبير فقد قرر أن يزايد على جميع من سبقوه بأن يعلن بأنه سيعطي إسرائيل غزة!! حتى مساعدي 《ترامب》 لم يستطيعوا أن يبرروا له ما قاله والذي يتعارض مع ما يصرح به فريق 《ترامب》 رسميا، ويتعارض أيضا مع الواقع بعد أن عجزت إسرائيل عن طرد الفلسطينيين من أرضهم بعد أن شنت عليهم أشنع عدوان في التاريخ المعاصر لمدة 15 شهرا.

إلا أن هناك حقائق تجعلنا لا نستعجل قذف 《ترامب》 بالجنون؛ فالرجل يبدو واثقا من نفسه رغم أن الموضوع الذي يطرحه غير قابل للتطبيق أو النقاش حتى، فلو تماهى معه كل الأنظمة العربية فلن يستطيع أحد أن ينتزع الفلسطيني من أرضه، وخاصة بعد السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى التي أكدت إستحالة بقاء الصهاينة في فلسطين إلى الأبد.

هذا ما يجعلنا متأكدين أن 《ترامب》 يملك أهدافا أخرى من حديثه، مع التسليم أيضا بأن احتلال غزة من ضمن الأهداف الأمريكية والإسرائيلية، لذلك دعونا نرى من المستفيدين من وراء تصريحات 《ترامب》المثيرة للجدل؟!

المستفيد الأول هو 《ترامب》 نفسه الذي يسعى لكسب ود الصهاينة بأي شكل، وهذا أمر يسعى إليه أي مسؤول في أمريكا في ظل نفوذ اللوبي الصهيوني الحاكم هناك. أما المستفيد الثاني – بالطبع – هو 《نتنياهو》الذي بذل كل ما بجعبة إسرائيل وحلفائها من إجرام وخبث ولم يستطيع برغم ما فعله أن يحتل قطاع صغير كغزة، وكل الدراسات والتحليلات تشير إلى أن إسرائيل تعيش أكبر أزمة وجودية وأسوأ سمعة في العالم منذ إنشاء هذا الكيان الخبيث.

المستفيد الثالث هي الأنظمة التي أفتضح دورها التأمري ضد فلسطين خلال الفترة الماضية، والتي يحاول 《ترامب》 هذه الفترة أن تظهر كممانعة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم بعد أن أرتفعت شعبية قوى المقاومة في الوطن العربي والعالم، وهذا الأمر يخيف الأنظمة العميلة جدا خاصة في الفترة القادمة التي توحي بازدياد الأزمات الأقتصادية وأنتشار القلاقل مع سقوط سوريا وبدء تنفيذ إسرائيل لإنتشار جديد في المنطقة.

هذه الأنظمة لديها دور وظيفي ينتهي بإنتهاء هذا الدور، والحرص الأمريكي على بقائها ينبع من الخوف من تغييرها دون التأكد أن الأمور لن تفلت من أيدي أمريكا لصالح محور المقاومة الذي يزداد شعبية في قلوب الشعوب العربية، وفي ظل عجز هذه الأنظمة عن حل المشاكل والتورط في الأزمات أكثر وأكثر سيؤدي إلى إتجاه الشعوب نحو الحل الذي لابد منه، طريق الحق.. ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

..

#من مميزات أن تكون على الحق وأنت تتحرك هو أن كل ما يفعله عدوك يصب في مصلحتك وإن كانت الأمور تبدو على غير ذلك.. 《ترامب》سيخربها بالتأكيد، والأحمق من يظن أن هذا الأحمق سينفعه!

You might also like