كاتب سوري : ولنا في اليمن عزة وقدوة.. وظلم الاعلام والنخب الفكرية والسياسية له

إب نيوز ٦ فبراير

يبدأ تاريخ اليمن القديم أواخر الألفية الثانية ق. م، حيث قامت مملكة سبأ و “مَعيَّن” “قتبان” حضرموت” و حِميَّر وكانوا مسؤولين بتطوير أحد أقدم الأبجديات في العالم المعروفة بخط ” المسند” عدد النصوص و الكتابات و الشواهد “الأركيولوجية” في اليمن أكثر من باقي أقاليم شبه الجزيرة العربية، أطلق عليها الروم تسمية “العربية السعيدة”

وجد في الكتابات السبأية القديمة ذكر اليمن بلفظ (يمنات)، و كذلك لأنها بلاد اليُمن والبركة، أي بلاد الخير الكثير الذي لاينقطع، و أيضاً بلاد البركة لأنها اشتهرت بإنتاج جميع المواد التي تستخدم في الطقوس الدينية القديمة مثل البخور و اللبان و غيرها قبل و بعد بناء الكعبة، و أضيف سبب آخر هو وقوعها يمين الكعبة.

استقل ما عُرف بشمال اليمن عن الدولة العثمانية عام 1918م بقيام المملكة المتوكلية اليمنية إلى إسقاطها عام 1962م و قيام الجمهورية العربية اليمنية، بينما بقي جنوب اليمن محمية بريطانية إلى العام 1967 و قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. تحققت الوحدة اليمنية في 22 أيار 1990م.

 

و عاد اليوم اليمن يمنيا شمال و جنوب…. عالمين نقيضين في المعيار السياسي الوطني و القومي ، مصيرين مختلفين ، و طريقان لا يلتقيان اليمن في التاريخ ليس مجرد بلد هو معقل الجذور و النسب العروبي منه خرجت القبائل اليعربية الاصيلة بكل صفاتها كالمروءة ، نجدة المحتاج الى كل شيء اخلاقي. لتنتشر الى حدود البحر الشامي.

اليوم بكل اسف نعيش ” يمنين” الشمالي الذي الذي احتفظ بالصفات اعلاه و المواقف الأخلاقية مضاف اليها المقاومة، جنوب اليمن ( جمهورية اليمن الديمقراطية) سابقا الخاضعة سياسيا و عمليا لسيطرة المملكة العربية السعودية و الغرب حيث توجد قوات موالية لهما و العديد من الجماعات و الأحزاب مدعومة من قبل المملكة العربية السعودية ماديا و عسكريا و حكومة شكلية يمنية بالمنفى إضافة لدعم هكذا معادلة من معظم القوى الغربية. هذه القوات او الجماعات مهمتها قتال إخوتهم في الشمال بهدف إضعاف موقفهم و محاولة السيطرة عليه الشمال جغرافياّ اي وضع البلاد كاملة بشمالها و جنوبها تحت السيطرة الكاملة الغربية السعودية خدمة لمصالح و أجندة أجنبية اي إنهم يسعون لتحويل اليمن بكامله إلى مستعمرة غربية و لاحقا إبراهيمية.

ثبت اليمن الشمالي المقاوم ،لم يتراجع عن ثوابته رغم العدوان الذي استمر مدة خمسة اعوام و دمر الحجر و البشر ، لم يتمكنوا بكل وحشية العدوان الدولي حينها من قتل إرادة الحياة و إركاع اليمنيين الابطال و أرادوا قتل ابتسامة اليمن على خد العالم العربي كونه عُرف باليمن السعيد ، أرادوا أن يجعلوا منه رمز الكآبة ، الفقر و التعاسة

أما مأثرة القتال بين الكيان الاسرائيلي ، بريطانيا و أمريكا من جهة و أنصار الله والقوات المسلحة من جهة ٱخرى على شواطئ اليمن في الممرات البحرية وفقا للكثيرين ،ربما اصبح جزءا من معركة بأبعاد جيوسياسية عالمية ،، أن ما قام به انصار الله في البحر الاحمر و خليج باب المندب قرار منع اي سفن تجارية أو عسكرية تتجه الى مواتئ الكيان فاجئت العالم … رسخ معادلة قضّت مضاجع اكبر شركات العالم التجارية و استمروا في فرض هذه المعادلة حتى اخر ساعة في مساندة و مستعدين لاستئفاف المساندة في اي وقت اذا ما استأنف الكيان عدوانه على اهل فلسطين

اما صواريخ فلسطين الدقيقة والمسرات هي قصة آخرى ، جاء وقعها كالبلسم لجراح المقاومين في غزة و اعطت المعنويات العالية لأهل فلسطين الصامدين، شعروا ان هناك من يساندهم اي إنهم ليسوا متروكين لقدرهم دون معين. و ساهمت أيما مساهمة في لاسراع في وقف اطلاق النار و العدوان على غزة. بسبب الحصار التي فرضته مع المسيرات على موانئ الكيان.

شمال اليمن (الجمهورية العربية اليمنية) كان و ما يزال بمواقفه السياسية، اليومية والعملية بمثابة معقل و مدرسة حقيقية للمقاومة لم تستسلم قيادته لضغط القوى الخارجية رغم العدوان على المرافق الحيوية (ميناء الحديدة ومصافي النفط ومحطات الطاقة) أبناء هذا اليمن سطروا ملحمة العزة دعماً لإخوتهم في فلسطين وغزة، كما ان عظمة ابناءه تجلت بالخروج المليوني الاسبوعي منذ بداية طوفان الاقصى احتجاجا على جرائم اسرائيل في غزة و دعما لصمود و مقاومة اهلها بلا كلل او ملل رغم الحصار و الفقر و الجوع. في ظل حصار (ابناء جلدتهم) والغرب، فأضحى هذا اليمن توأم غزة “شبه جزيرة العرب” ورغم التدمير والحصار المستمر ليومنا هذا أظهر للعالم أن اليمنيين يمكن أن يكونوا أقوياء و موحدين وحازمين في الدفاع عن قيمهم. إنهم لا يدافعون عن أرضهم فحسب ، بل يدافعون أيضا عن شرف الأمة العربية و شعب فلسطين و أصبح اليمن مثالا للشجاعة و التفاني في اعين شرفاء الامة و استمر بدعم و إسناد تحرير فلسطين بكل ما يستطيع هذه ليست مجرد قضية سياسية إنها مسألة عقيدة لا تلين ، شرف وتضامن وحماية حقوق الشعوب المضطهدة في نظر قيادته و شعبه ، ثوابت هذا اليمن الراسخة تتجلى ،أن أعدانا هم الغرب و الولايات المتحدة و كذلك الصهاينة الذين يحاولون تهجير ابناء الارض الفلسطينيين و الهدف الابعد تقويض القيم الإسلامية الصحيحة،

إن شعب اليمن هذا ألهم و أبهر إلعالم كله بالنسبة له المقاومة هي القوة التي تؤمن له البقاء، المقاومة هي القوة التي تحمي الأرض …

المقاومة هي روح الشعوب المستضعفة بوجه عتاة العالم المتوحش الذي لا يكترثون الا لمصالحهم ….

فتحية إكبار لأهلنا في شمال اليمن العزيز بعزة اهله و مقاتليه ابناء حضارة المأرب و العصاة على اي محتل منذ فجر تاريخ البشرية.

أصبح اليمن مثالا و مدرسة في حب الارض ثباته عليها و دروس لمن لا يتخلى عن أرضه ،هويته و حريته تحت اي ظرف من الظروف إنه مصدر إلهام الشعوب المقهورة و ضد الاضطهاد.

طريق اليمن هي طريق كل من يختلف مع نظام عالمي قائم على العنف و القمع و الاستغلال.

لن و لم نوفي حق هؤلاء رجال الحق و منبع العروبة الحقيقية ، الشهامة و الوفاء ، مهما كتبنا من حروف و كلمات يمانية الهوى.

 

*علي وطفي

كاتب سوري /موسكو

You might also like