آخر الفراعنة.. 

آخر الفراعنة..

إب نيوز ٨ فبراير

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي

عندما يصل الحاكم في تفكيره وسلوكياته وتصرفاته إلى مرحلة الفرعون الذي يعتقد أنه مالك كل شيء، ومتحكم في كل شيء، فإن هذا يعد إيذاناً بسقوطه وأفول نجمه ونجم مملكته أو دولته..

هكذا أخبرنا القرآن الكريم..

وهكذا تعلمنا من التاريخ..

وهكذا يتصرف ترامب اليوم..

فمنذ إن اعتلى هذا الفرعون المعتوه منصة التتويج في العشرين من يناير المنصرم، وهو يـطلق التصريـحات جزافاً يـمنةً ويـسرة، ويـصدر الأوامر، وويوقع الفرمانات..

لا يأبه بأحد..

ولا يكترث لأحد..

فتارةً يريد ضم كندا..

وتارةً يريد ضم خليج المكسيك..

وتارةً يريد ضم بنما

وتارةً يريد ضم جرين لاند..

يعني: يتصرف وكأنه الحاكم الفعلي للعالم، المالك لكل شيء في هذه الأرض، والمتحكم في كل شيء..

وكأن الأرض تجري طوع أمره..

لسان حاله يقول: ﴿أليـس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون﴾

وأخيراً يريد غزة..

يريدها لنفسه..

ولوزيره هامان أو نتنياهو أو ابن زايد.. لا فرق..

يريد أن يستضعف أهلها كما استضعف فرعون مصر من قبل بني إسرائيل، وأن يخرجهم من أرضها..

يخاطبهم وكأنهم عبيد له..

لسان حاله يقول:

 ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾

ويظنهم يستجيبون له..

ينقادون له وينفذون أوامره..

لكنهم قومٌ مؤمنون، وثلة مقاومـــون..

لا يستجيبون إلا لله وحده، رب موسى وهارون وعيسى ومحمد وكل النبيين..

حتى لو استدعى سحرته أجمعين..

واستعان بهم..

سينقلب السحر عليهم جميعاً..

وقد بدأت ملامح هذا الإنقلاب واضحة وجلية اليوم في علاقة هذا الفرعون مع سحرته المخلصين..

سكتوا طويلاً عن غزة..

وتآمروا كثيراً على غزة..

فجاءهم الفرعون من حيث لم يكونوا يحتسبون..

قال: سيقبلون، وكررها مرارا..

وأردف: لقد فعلنا من أجلهم الكثير والكثير..

أو كما قال..!

استجابوا له أو لم يستجيبوا..

سيقع الحق ويبطل ما كانوا يعملون..

وسيغلبون وينقلبون صاغرين..

أمر حتمي لا محاله..

ما لست متأكد منه فقط هو مصير هؤلاء السـحرة من الأعـراب والأزلام، هل سينحازون إلى صف المستضعفين في غزة، ويمتلكون القدرة على الوقوف في وجه هذا الفرعون، أم أنهم سيقررون ويختارون البقاء في صفه حتى أخر رمق وآخر نفس، فيكونون معه من المغرقين..!

لا أدري بصراحة..!

#جبهة_القواصم

You might also like