من ”الناصر صلاح الدين إلى، الفاتح محمد الجولاني“.. أما بعد.. ”أرتدي قناعي وتقلد سيفي“

إب نيوز ٩ فبراير

غيث العبيدي

بين ليلة وضحاها تحول الإرهابي ”محمد الجولاني“ من طريقتة المعتادة المستمدة من الإرث الاموي، كمستعرض لرؤوس الأبرياء، لحاكم مدني، بأسم جديد، وبدلة مستوردة، وربطة عنق خضراء، ولحية مهذبة، فأنفتح أو طلب منه أن ينفتح على هذا المسار، دون الرجوع للماضي، ورائحة الدم، وركام الجماجم، وفورآ ألقت الماكينة الإعلامية مافي يمينها من طقوس تاريخه المرعب، لتعيد إنتاجه بصورة مدنية دمشقية متحضرة، لكن كل هذا لم يمنعه من أن يعبر عن تصوراته وافكاره، والأشياء التي عايشها وفعلها، والخبرات التراكمية التى أدركها، من ممارسة نصب العداء لكل من لا ينتمي للملة التي ينتمي إليها الصهاينة، في حين أن كل قوالب المدنية التي وضعوه بها، ماهي الا تصورات ساذجة، ظلموا بها الأبرياء من الشعب السوري، وموانع طاردة لتاريخه الإرهابي، وطريقة لطيفة لأخفاء كم التناقضات الهائله التى تركها خلفه، وعملية نقل سريعة من كهوف الإرهاب إلى قاعات قصر الرئاسة السوري.

المؤامرة الدولية التي تعرضت لها سوريا، بكل دوافعها السياسية، غيرت الحكم والدستور والحقوق، وأظهرت الوجه الحقيقي لتنظيم ”هيئة تحرير الشام“ بقيادة الإرهابي محمد الجولاني، فلم تكن مبنية من الأساس ضد ”بشار الأسد“ فحسب بل أنها أخرجت من باطنها حاجاتها، ومن تحت جبتها أسفارها، ومن بين جنبيها، الخلطه الثقافية التاريخية الآسنة لصناعة، ناصر، وفاتح، ومحرر، وموحد عربي جديد كما أخرج لنا التاريخ ”الناصر صلاح الدين الايوبي“ وتغافل عن كونه المؤسس الاول للأستعمار اليهودي في فلسطين.

وبنفس هذا السياق فأن الجولاني سيمارس لاحقاً وبشكل أكثر وضوح، سياسة صلاح الدين الايوبي ذاتها، فكلاهما وصف بالمحرر، تحت عنوان الوحدة السورية، وكلاهما كان شديد العداوة مع الشيعة، وكثير التسامح مع اليهود والصليبيين، وكلاهما أسس لمرحلة عربية وإسلامية جديدة، وكلاهما سمح بأقتطاع اراضي جديدة لصالح غير المسلمين، الا أن الفرق الوحيد بينهما هو أن صلاح الدين الايوبي، سمح للصليبين الخروج بكل ما يحملون من كنوز ونفائس الدولة العربية، على أن يعودوا في وقت أخر، حيث يمكنه التفاهم معهم، بينما سمح الجولاني للصهاينة الدخول بكل مايحملون من سلاح وعدة وعديد، لأحتلال أراضي جديدة من الدولة العربية السورية، والتنقل بكل حرية بين مدنها وقراها، ومع هذه الخلطة الآسنة سيكون الإرهابي محمد الجولاني أو أحمد الشرع المؤسس الاول للأستعمار الصهيوني في سوريا.

يذكر الكاتب الأمريكي ”ويل ديورانت“ في كتابه” قصة الحضارة“ أن الأيوبي، تصالح مع الصليبيين لمدة عشر سنوات، بموجب معاهدة ”يافا“ في شباط عام 1229، وتنازل فيها عن بيت المقدس، والناصرة، وصيدا، وبيت لحم، لصالح الصليبيين، وفي 5 شباط 2025، نشرت وزارة الداخلية بحكومة الجولاني، خارطة ناقصة للدولة السورية، وعلى مايبدوا بأن الجولاني تنازل فيها عن الجولان ولواء أسكندرون وأجزاء كبيرة من القصير، لصالح إسرائيل وتركيا، على أن يعودوا في وقت أخر لأستلام المزيد منها، حيث يمكنه التفاهم معهم بأتفاقيات ستعلن في حينها.

وبكيف الله.

You might also like