الاستراتيجية الإعلامية في العراق، الاستقطابات وصناعة المحتوى..!!
إب نيوز ٢٤ فبراير
غيث العبيدي .
لا يمكن فهم الإعلام في العراق فهم دقيق دون أن نعرف أستقطاب وسائل الإعلام بمجموعات تملك نفس الرأي، تبعاً لمواقف المستقطب من النظام السياسي الحالي، والمهام الموكلة إليها ومدى تأثيراتها العميقة وتفسيراتها الانتقائية وتفاعلاتها مع الأنشطة التي تثير العواطف، والميل الظاهر ”مع أو ضد“ أطراف صناعة القرار، ومن ثم تقييم الموقف النهائي وبيان قوة تأثير الجهات الإعلامية على المحتوى المطروح، وانتشارها عبر وسائل الإعلام المختلفة، تحديداً منه، الذي يزيد الجهل، ويدعم الانقسامات، ويتسبب في ظاهرة تشوية الحقائق.
▪️ الوضع الراهن للاعلام العراقي.
🔸 الإعلام الرسمي.
أستراتيجية الإعلام الرسمي العراقي، هو السعي لنشر المضامين الإعلامية عن طريق عينة واحدة من القنوات الفضائية، والوسائل المتاحة من الصحف والإذاعات المرتبطة بالدولة، ومن وخلال مجموعة الرواد الإعلاميين، والموظفين التقليديين فقط، الذين يريدون إنهاء يومهم الوظيفي بأي شكل من الأشكال، ودون إضافة لمسة إبداعية عليه، لذلك لا يهتمون كثيراً لنوعية الجمهور المخاطب، والإعلام الجديد، والتغييرات المحسوسة في المعايير والاذواق العامة، لذلك يمكن أن نقول إن الإعلام الرسمي، لم يستطع الوصول إلى ما وصل إليه الإعلام غير الرسمي، وثمة فجوة واضحة بينه وبين فئات كثيرة من المجتمع العراقي.
🔸 الاعلام غير الرسمي.
الإعلام غير الرسمي في العراق، مستمر بالتواصل والتعامل مع الاحداث من خلال نماذجه الخاصة، الإعلامي المواطن” اليوتيوبر والتكتوكر وسفراء الجمال والنوايا الحسنة “ وغيرهم، المرتبطين بنفس الدائرة، كمصدر من مصادر المعلومة، وأداة من أدوات التأثير على الجماهير، والأهمية القصوى التي تعطيها قنواتهم الفضائيه للاحداث مهما كانت صغيرة وعابرة، أو من غير ذوات القيمة، فقط لأنها تخدم أطراف معينة، ومنسجمة مع مواقف المستقطب أو ”مجموعة الرأي الواحد“ وبنفس الوقت لم تعد تحتل تلك الاحداث ترتيب متقدم في الاعلام الرسمي، لمكافحتها إعلامياً، ليعودوا بها دائماً لنقطة البداية، حتى تحولت لأحداث استثنائية، ومن ذوات القيمة، مثلا.. التركيز على الدينية العابرة منها وإعتبارها غلاف الطبقات المهيمنة على المجتمع، والذهاب بها نحو الطائفية أو الفوضى المذهبية، ومن ثم أستخدامهم للأسرة والطفل والزواج والعنف، وغيرها من الأمور والحالات غير الواقعية، وهكذا حتى أنخرط الإعلام غير الرسمي في العراق، بسياسات تتقصد الفتك بالدولة لا نقد أحداثها وقراراتها.
أستراتيجية الإعلام العراقي ينبغي أن تخدم الأهداف والمصالح العليا للعراق، وإدارة سمعة الدولة وإنجازاتها واستثمارها إعلامياً، لتعزيز قوتها الناعمة، والدفاع عنها بكفاءة عالية، على جميع الاصعدة، المحلية والإقليمية والعالمية، لا ثرثرات اعلامية سخيفة، وغير واقعية، ومدونات بأسم الحقوق بيد الأعداء.
وبكيف الله.