ما بين بدر الأولى والأخرى مواجهة الطغيان الأكبر

إب نيوز 17مارس2025

كتب/ أ. منتصر الجلي

.

لم تكُ غزوة بدر الكبرى من السنة 2 للهجرة، حدثاً عادياً يمكنُ أخذه من جانب الخبر والسرد التاريخي، كواقعة بين الإسلام والكُفر، بل تُعدٌّ منبراً هاما ترتبت على قيامه أحداث حددت مصير الدين الإسلامي والجماعة المؤمنة، جولة تميزت بفارق العدد و العدة بين جيشي المواجهة، المسلمون الذي لا يتجاوز عددهم حسب الروايات التاريخية بين (314 _313) مجاهدا ، وجيش الشرك الذي فاق عددهم (1000) مقاتل دون عدة الخيل والسلاح، جاءت النتيجة النصر والغلبة إثر ذلك للإسلام والمسلمين، ولجم أصوات الشرك المنادية بإدة الإسلام والرسول والمدينة.

الشاهد العام من حادثة الإسلام الأولى، هي المنهجية، والهدف والغاية، وتحقيق نتيجة مصيرية بُنيت عليها أُسس قوة الإسلام على ربوع الجزيرة والمنطقة، هذا التحول الاستراتيجي، ردع مؤامرة الشرك وجعل من المشركين يعيدون حسابات التقييم الفعلي لقوة الإسلام العالية المتمثلة في ” الرسول والقرآن، وأمة الأنصار”.

هذا بالتحديد ما لم تعِ أهميته دول الإجرام العالمية، طاغية القرن، خاصة مع إدارة مجرم القرن البشع ترامب، الذي يحاول جاهداً فرض النظرية الاستعمارية في السيطرة على العالم وإخضاع شعوب الأمم لمصير يحدده مسبقا، من مشاريع التهجير التي سعى لفرضها على قطاع غزة والمقاومة، إلى إفشال دور المقاومة اللبنانية، في لبنان عبر الحكومة الجديدة، إلى فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى فرض معادلة الاستباحة للشعب السوري عبر أدواته من إرهاب الإسلاميين كنظام إرهابي، خنجر آخر يهدد سلام المنطقة، وهكذا هيكلة وحدة الساحات وتحقيق الفرض الإسرائيلي، تحقيقا لما لم يستطع كيان العدو تحقيقه عبر مجازر الدموية في قطاع غزة، على مدى(15) شهرا من جرائم الإبادة.

ولاء الإدارة الأمريكية المجرمة، لليهود والصهيونية، عبر الاخضاع والسيطرة وتمكين الاحتلال الإسرائيلي من شوكة المنطقة، هي الغاية الرئيسة التي يسعى لها الأمريكي، ضمن مخطط طويل الأمد، لن تنجو منه أقرب الأنظمة العربية تطبيعا وطاعته له، حالة الاستباحة، تقف أمام الوضع الإقليمي تجرف انظمة التطبيع لتقبيل قدم الأمريكي والإسرائيلي، برضى أو دونه.

الهجمة الأمريكية الجديدة على شعبنا عدوان إجرام وحشي صارخ، ترفضه كل القيم الإنسانية والدولية، حماية لكيان العدو الإسرائيلي، من حظر الملاحة التي تفرضه قواتنا المسلحة، كردة فعل مسؤولة تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة وجرائم التجويع التي تستهدف ما يزيد عن 2 مليون غزيِّ، استهداف إجرامي على عاصمة الإيمان صنعاء الجهاد، وعدد من محافظات البلد، راح ضحيتها عشرات الشهداء من المدنيين أطفال ونساء.

جريمة قلب بها الأمريكي طاولة الغرق على بارجاته وسفنه، ليشمله قرار الحظر البحري، من قِبل قواتنا المسلحة، ناهيك عن زخم الرد اليمني اليوم، الذي أشعل بارجاته وقطعه الحربية، عدوان لن يمر دون رد، هذا ما يؤكده شعبنا،قيادة وحكومة، وقواتنا المسلحة؛

رغم سقوط الأنظمة العربية عبر مواقفها في حضن الأمريكي والإسرائيلي، تتجلى الخشية الواضحة منه ومن عصاه الغليظة التي أكسبت الخزانة الامريكية ما يقارب تريليون دولار من ضرع المملكة السعودية الموقرة، التي تسعى جاهدة خلال الأيام القليلة الماضية وما زالت تقرب وجهات النظر الأُكرانية الروسية، لتبتعد عن اهتمامات المنطقة والأمة المصيرية، أولها العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وفي الضفة واقتحام باحات المسجد الاقصى، سياسة تقودها يد عمياء، إلى ضفاف الولاء المعلن والصريح للعدو الإسرائيلي، خدمة لابن الاصفر ترامب المعتوه وإدارته المجرمه.

تظل وتبقى القضية نحو غزة والقدس، رغم الظروف والعدوان و التصنيفات، والهجمة الاستعمارية الأمريكية لإسكات أبناء شعبنا اليمني ومحور المقاومة، شعلة باقية، ودرب يحقق المصير الفعلي الذي تتجه خلاله الشعوب عزيزة كريمة، بعيدة عن اليد الأمريكية والطاعة الإسرائيلية، من اليمن جذوة الجهاد ومنه نفس الحرية الذي أراده الله للأمة العربية، والعاقبة للمتقين.

You might also like