خيارات يمنية
خيارات يمنية
إب نيوز ٢١ مارس
فهد شاكر أبوراس
لا بوادر واضحة تلوح في الأفق لانفراج الوضع الإنساني في قطاع غزة؛ نتيجة انقلاب العدو الصهيوني والتفافه على اتفاق وقف إطلاق النار، وإغلاق المعابر، وقطع الكهرباء، وتقييد وصول المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى القطاع حتى قبل الحصار الحالي، ومواصلة محاولاته العبثية والفاشلة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.
المعاناة في غزة لا تحتمل، وصور كارثة الغزيين الإنسانية تتعاظم بتزاحم أسبابها المصطنعة، في سياق منسجم مع توجيهات ترامب العدوانية وتهديداته الدائمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وعلى أن الخيار الأمريكي المراد فرضه كسقف للمرحلة القادمة من حياة الفلسطينيين في القطاع، يؤكد الغزيون لأمريكا وللكيان المؤقت أن فلسطين وغزة جغرافيا تسكن ذويها قبل أن يسكنوها، وعبروا عن ذلك بأشكال وطرق مختلفة، ومنها إقامة موائد الإفطار الجماعية بين الأنقاض والركام.
وما لا يعلمه الصهاينة اليوم هو أن المقاومة الفلسطينية باتت تدرك جيداً ألا شيء أكثر من إرادة الجهاد في قبضتها قادرة على مواجهة المؤامرات الأمريكية و»الإسرائيلية» ضدها والتغلب عليها، سواءً تلك التي يسير بها الكيان الصهيوني ويسعى في تنفيذها، أو تلك التي يحيكها اللوبي الصهيوني ويرتب أوراقها ثم يترك للأدوات مهمة تنفيذها والبلوغ بها إلى غايتها، كما هو الحال اليوم في سورية المستباحة، وفي لبنان الضرير، الحالم بتحرير أرضه بسلاح الدبلوماسية، وسط مفارقات وتحولات ميدانية تحكمها استراتيجية العدو تجاه البلدين، استراتيجية عنوانها «المنطقة العازلة»، وقد ابتلع الكيان جنوب سورية أو أوشك على ابتلاعه، فيما الجماعات التكفيرية بعناصرها العابرة للقارات في سورية تواصل تنمرها على المدنيين العزل وقتل الأطفال والنساء بدم بارد.
يمنياً، ثمة خيارات معلنة مقلقة للكيان المؤقت وبشكل كبير، وما لم يعلن هو أشد قلقاً وأمرّ ترقباً وأكثر إيلاماً للكيان. خطوة يمنية أولى تم الإعلان عنها من ضمن موقف لا نهاية له ولا سقف، إلا بتحرير فلسطين ومحو «إسرائيل» من الوجود. وإزاء هذه الخطوة المعلنة يتوجب على المسعور ترامب أن يتحسس رأسه إن لم يعد يحتاج إليه في المنطقة. والأولى بالأنظمة العربية أن يكتفوا بدور المتفرج، وإن أرادوا الرقص فليرقصوا عند احتدام المواجهة؛ ولكن ننصحهم ألا ينخرطوا مع العدو الأمريكي و»الإسرائيلي» في الحرب ضدنا. وأما نحن في يمن الإيمان وشعب الأنصار الفاتحين الأبرار، بإيماننا العظيم بالله وثقتنا بوعده الصادق لعباده المتقين، فقادرون بفضل الله وتأييده على تحمل تبعات هذا الموقف والتغلب على المخاطر وتجاوزها بقوة الله سبحانه وتعالى.