القومية الأموية الجديدة…!!

إب نيوز ٢٧ مارس

 

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

 

ترى الأموية السورية الجديدة، أن جميع السنة العرب يشكلون من الناحية الجغرافية أمة واحدة، وينتسبون إليها من النواحي الدينية والاجتماعية، كفكر إسلامي شامل، ومدركين لأهميتها في تشكيل الهوية السنية الجديدة، ومرتبطين معها في القضايا السياسية، ومتصلين بها على شكل أفراد وزمر وجماعات بتأثيرات متبادلة، وقد تمكنت بأرادتها أو بالاعتماد على غيرها من إنتاج نص أموي حديث، أطرب جميع الشعوب العربية السنية، مما أثار فيهم الفرح والقبطة والارتياح، وبالمحصلة النهائية كفلوها كعبادة دينية يتقربون بها لمعاوية بن أبي سفيان «لع» مؤسس الدولة الأموية الاولى، لنيل رضاه، بأعتبار أن أبن أكلة الاكباد مرجعيتهم الإسلامية التي يرجعون إليها في الدين والسياسة، في ظل المكانة المهمة التي ألفتها المرجعيات الإسلامية في الوقت الحاضر.

 

▪️ الحالة العراقية.

 

يتشارك العراق وسوريا على مايقارب ال «600 كم» كحدود برية بين البلدين، والواقع الراهن في سوريا الجديدة شكل دافعاً معنوياً لسكان المحافظات الغربية، ذات اللون المذهبي الواحد، لأستكشاف سبل التعاون المبدئى بينهما، وتشكيل محطات تعاون سرية، بعد أن وجد سنة العراق وسنة سوريا أنفسهم بصف واحد، يتشاركان في القيم والثقافة والمذهب والعلاقات الدافئة، وكل منهما بحاجة لحليف أستراتيجي، متعاضد ومتناصر ومتفاهم ومتناغم بجامعة «الدين والمشروع السياسي والمصالح المشتركة» على أعتبار أن كلا الفريقين متكافئين في موازين القوى التقليدية، وبينهما أمتداد طبيعي للتنظيمات الإرهابية، ومن خلال سنة العراق يمكن السيطرة على طيف واسع من تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، تبعاً لنوع العلاقة التي تربطهم عندما كانوا في العراق، بالإضافة إلى أن كلا منهما يسعى لأستكمال استحقاقاته من حيث الزيادة في القوة لشراء المواقف السياسية الإقليمية والدولية، حتى يتمكنوا من مناهضة النظام السياسي في العراق بوصفه نظامآ شيعياً، أو إجباره على القبول بقيام الاقليم السني في غرب العراق، وطرد فصائل المقاومة المرتبطة عقائديآ بأيران من المنطقة الغربية على أقل تقدير ليسهل التمدد الأموي الجديد داخل الأراضي العراقية.

 

▪️ ماذا يعني الاقليم السني في العراق؟

 

الاقليم السني في العراق، يعني أن أكثر من ثلث مساحة العراق المتشاركة بحدود مع السعودية والأردن وسورية، خالية من الحشد الشعبي وتعويض الجيش العراقي، بجيش بجيش اخر حصرآ من المنطقة الغربية، وهذا يعني تلقائياً ستكون ثلث مساحة العراق تحت النفوذ «السعودي ـ الإسرائيلي» بمساعدة الفاعل الدولي الأمريكي المهيمن من الأساس على المنطقة الغربية، والمؤثر في كل مجريات الأحداث التي حصلت مؤخراً في الشرق الأوسط، والتي ستعمل الأطراف الثلاث على السماح بتمدد الأمويين الجدد حتى أسوار بغداد، ومن المؤكد سيكون الاقليم السنى ماؤى للنشاطات العسكرية الإسرائيلية، بتأييد وقبول من ربع سكان العراق «سكان المنطقة الغربية» وبالرغم من أن بعض الأحزاب السنية الإخوانية المتحالفة مع الشيعة سياسياً، ترفض مشروع الإقلمة السنية، إلى أن الضغوطات والتغييرات التي قد تحصل لاحقاً، ستجبرهم على أن يكون لهم موقف أخر.

 

▪️ الخلاصة.

 

تماشياً مع الإرادة الدولية المتطابقة مع إرادة سنة العراق، وبتأييد من سنة العرب، ووصولاً لتحقيق المزيد من الإنجازات السياسية والعسكرية، الأمريكية والإسرائيلية، ضد محور المقاومة، وتقليص نفوذ أيران في العراق، والعمل على أن لايملك النظام السياسي العراقي الحالي القدرة على البقاء، لا بد من أن تمضي الأمور بهذا الاتجاه، لكون العراق يمثل ”حسب الرؤية الغربية“ حجر الدومينو الاخير للنفوذ الإيراني في المنطقة. ومقاتلة التحالف ”السنى الأموي ـ والأمريكي الإسرائيلي“ من على أسوار بغداد لا تعدوا كونها مسألة وقت لا اكثر.

 

وبكيف الله.

You might also like