كاتب خليجي: صاروخ حيفاء توازن رعب .. وماذا يعني أن يصل صاروخ فرط صوتي إلى حيفا؟

إب نيوز ٢٤ إبريل

‏صاروخ حيفاء توازن رعب

‏في زمنٍ كان يُحسب فيه اليمنُ من الضعفاء، خرج من صنعاء صاروخ، لا ككل الصواريخ، بل سهم إلهي ناري اخترق الزمن والحدود والخرائط، ومزّق أسطورة الردع الصهيوني الأمريكي من جذورها، ليضرب حيفا في العمق، ويكتب على جدار التاريخ أن أنصار الله ليسوا مجرد جماعة، بل قوة إلهية متصاعدة، ومشروع أمة قد بُعث من رماد الاستضعاف ليكون له الكلمة الفصل.

‏صاروخ اليوم لم يكن مجرد تجربة ناجحة، بل كان إعلانًا عن دخول قوة يمنية خالصة عصر التفوق الفرط صوتي، وهي سابقة لم تجرؤ عليها دول ذات موازنات خرافية، لكن في اليمن، حيث القليل يُصنع فيه المعجز، ظهر الصاروخ الذي شق الهواء والسماء وبلغ حيفا، لا خلسة، بل بقرار واعٍ، ورسالة مدوية، وهدف محسوب.

‏وصلت الرسالة إلى تل أبيب، واهتزّت منظومة القيادة الصهيونية، وارتجفت مؤسسات التقدير الاستراتيجي، وسقطت هيبة “القبة الحديدية” التي لم تحمِ نفسها، فكيف تحمي عدوًا؟!

‏وارتدّ صدى الضربة إلى الخليج، فتحسّست الرياض عنقها، وارتجفت أبوظبي في أبرجها الزجاجية، وتساءل الكل: إن كان هذا هو صاروخ غزة من اليمن، فماذا لو قرر اليمن الرد لما ناله من سنوات الحصار والدم؟ ماذا لو كانت الضربة القادمة لمن كان في الغدر خنجرًا وفي التآمر رأس حربة؟!

‏لم يكن في الأمر مبالغة ولا دعاية، لقد تغيّرت المعادلة، وقُلب ميزان الردع، وصار أنصار الله قوة يُحسب لها ألف حساب في البحر والجو والبر والسياسة، لم تعد صنعاء عاصمة مستهدفة، بل صارت عاصمة قادرة على الرد، والتقدم، وفرض الشروط.

‏هذا هو اليمن الذي أرادوا إخضاعه، فحوّلوه إلى سيف إقليمي مشرع في وجه الطغيان، وهذا هو جيش محمد الذي قالوا إنه بدائي، فإذا به يصنع من الإيمان ما لا تقدر عليه ترسانات النفط.

‏إنها ليست نهاية ضربة، بل بداية مرحلة، عنوانها:

‏من صنعاء إلى حيفا… والآتي أعظم

‏ماذا يعني أن يصل صاروخ فرط صوتي إلى حيفا؟

‏يعني أن المسافة لم تعد تقاس بالكيلومترات، بل بإرادة لا تُقهر، وتصميم يمني لا يعرف المستحيل.

‏يعني أن يدًا من صنعاء امتدت، لا لتصافح، بل لتصفع، وتقول للعدو: عمقك مكشوف، وأمانك وَهْم.

‏إنه إعلان صارخ بأن الزمن تغيّر، وأن من حسبتموه محاصرًا، بات يطوّع التقنية، ويرسم خرائط النار كما يشاء.

‏يعني أن الصواريخ لم تعد فقط أدوات قتال، بل رسائل استراتيجية تُكتب بسرعة الصوت، وتُقرأ في غرف القرار الكبرى.

‏يعني أن العدو الصهيوني الذي تغنّى بتفوقه، تلقّى اليوم صفعة تُدمي كبرياءه:

‏منظوماته نُزعت عنها هالة القداسة، وثغراته فُضحت أمام العالم، والميدان قال كلمته.

‏يعني أن اليمن لم يكتفِ بالصمود، بل تجاوز الدفاع إلى الهجوم، وتخطى الرمزية إلى الفعل المؤثر.

‏وأن حيفا لم تُضرب لمجرد الاستعراض، بل لتُقال الحقيقة: أن المشروع القرآني أصبح يطال من توهّم أن لا أحد يطالُه.

‏إنه تأثير يتجاوز الانفجار، ليبلغ الأعصاب والسياسة والمفاهيم.

‏ضُربت حيفا، فانكسرت أسطورة الردع، وتزلزلت قناعات العدو، وتغيّر مزاج المعركة.

‏ومن الآن فصاعدًا، كل نقطة في الكيان، هي ضمن مدى اليمن، وزمن الحصانة قد انتهى

الكاتب الخليجي

عبدالله بن محمد العسلول:

You might also like